تظاهرات لانصار مجاهدي خلق في باریس-
بحزاني – منى سالم الجبوري:
بعد الانتکاسات والهزائم النوعية التي تعرض لها النظام الايراني وصار العالم کله على دراية ومعرفة کاملة بها، يحاول هذا النظام عبثا ومن دون طائل التأکيد على إنه لازال يتمتع بالقوة وبإمکانه مواجهة التحديات والتهديدات الجدية المحدقة به.
هذا المسعى المثير للسخرية والذي يشرف عليه خامنئي بحد ذاته، ليس لا يصدق به الشعب الايراني عامة بل وحتى إن قوات النظام وأجهزته القمعية، تعلم بأن النظام وبعد ضمور حزب الله وسقوط نظام بشار الاسد، لم يعد کسابق عهده وصار في وضع وموقف أضعف من الفترات السابقة کثيرا، وإن مسعاه بخلاف ذلك ليس إلا نوعا من المکابرة الفارغة وضحك على ذقن خامنئي قبل غيره.
في المٶتمر الاخير الذي أقامه المقاومة الايرانية في باريس بمناسبة قدوم رمضان وحضرته شخصيات سياسية عربية وإسلامية بارزة، لفتت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنخبة من جانب المقاومة الايرانية، الانظار لهذا الامر وأکدت قائلة منذ رمضان الماضي وحتى هذا العام، شهدت المنطقة تغييرات ملحوظة. مع سقوط الدكتاتورية في سوريا، تكبد نظام الملالي أكبر هزيمة له في العقود الأربعة الأخيرة.
خصوصا أنه قبل ذلك كان قد فقد هيمنته على لبنان أيضا. مع هذه الأحداث، انهار أحد الأسس الاستراتيجية التي كان يعتمد عليها خامنئي لبقاء نظامه الفاسد، وهو تصدير الحروب والأزمات تحت عنوان تصدير الثورة، مما قرب النظام من السقوط أکثر من السابق.
وحقا إنها أکبر هزيمة تکبدها النظام وحتى إنه لا يزال يشکو من مرارة تجرعها إذ أن النظام قد فقد واحدا من أهم رکائزه وهو تصدير الحروب والازمات والتدخلات في بلدان المنطقة، ولکي تجعلنا السيدة رجوي في الصورة وتوضح الوضع الهش والحرج جدا للنظام في الوقت الحاضر، فإنها أضافت وفي الوقت ذاته، فإن الاحتجاجات الاجتماعية الشديدة، الاقتصاد المنهار، والعزلة الدولية التي يعاني منها
النظام جعلته في حالة محاصرة. وفي خضم هذه التحديات، فإن العامل الأكثر تهديدا لوجود هذا النظام هو البديل الديمقراطي له، إذ إن هذا البديل يحرك الاحتجاجات الاجتماعية الحادة ويقودها نحو إسقاطه.
علاوة على ذلك، فإنه يقدم نقيضا قويا لنظامه العقائدي الرجعي، وهو ما یتم التعبیر عن بالإسلام الديمقراطي، الذي يوجه ضرباته إلى الجذور الرجعية المذهبیة تحت غطاء الإسلام.
حقيقة إن ما تقوله السيدة رجوي هو عين الصواب والواقع لأن حالة الانهزام والنکسات التي صارت تفرض نفسها على أذرع النظام بعد الذي حدث لذراعيه الاساسيين في المنطقة وبالاخص بعد سقوط نظام الدکتاتور الهارب بشار الاسد، فإن النظام الايراني شاء أم أبى قد أصبح أکثر قربا للسقوط من أي وقت آخر.