موقع المجلس:
في خطوة مهمة تعكس تحول السياسة الأميركية تجاه إيران، قدم نواب من الحزبين في الكونغرس قرارًا جديدًا خلال إحاطة يوم الأربعاء. جاء هذا النقاش خلال مقابلة مع النائب توم مك كلينتوك على شبكة OANN. يهدف القرار، H.Res.166، إلى دعم التطلعات الديمقراطية داخل إيران وتعزيز المعارضة ضد ممارسات النظام الإيراني القمعية. وقد استضاف هذا الحدث تجمع “حقوق الإنسان والديمقراطية في إيران”، حيث ألقى مك كلينتوك كلمة باعتباره أحد الرعاة الرئيسيين للقرار.
افتتح مك كلينتوك الإحاطة بالإشارة إلى تزايد زخم المعارضة ضد النظام الإيراني. وقال: “ما كان محبطًا بالنسبة لي هو أنه على مدار العقدين الماضيين، اقتربت المعارضة داخل إيران عدة مرات من إسقاط هذا النظام، وفي كل مرة كانت إدارتا أوباما وبايدن تتدخلان لدعمه”. وانتقد بشكل خاص الإدارات السابقة لتقديمها تنازلات مالية، مشيرًا إلى أن “الجميع يتذكر مليارات الدولارات من الأموال النقدية التي أرسلها أوباما على متن طائرات شحن إلى الملالي. ولم يكتفِ بايدن بإرسال مليارات الدولارات، بل خفف أيضًا العقوبات، مما مكّن إيران من تمويل القمع في الداخل والإرهاب في الخارج”.
وأكد مك كلينتوك تصاعد الإعدامات السياسية وتزايد القمع داخل إيران، مشيرًا إلى أن الأمور باتت تقترب من نقطة تحول حاسمة. وأضاف: “القمع الذي تمارسه هذه الثيوقراطية أصبح في أشد حالاته—مئات من الإعدامات السياسية—وأعتقد أن الجميع يشعر بأن الأمور تقترب من النهاية”.
وأعرب النائب عن ثقته في أن تحرير إيران بات وشيكًا. وعزا تفاؤله إلى الموقف الحازم الذي تتخذه الإدارة الأميركية الحالية تجاه إيران، على عكس السياسات السابقة لإدارتي أوباما وبايدن. وقال: “لدينا الآن إدارة رئاسية لن تدعم الملالي كما فعل أوباما وبايدن، وهذا أمر بالغ الأهمية”. كما أشار إلى العزلة المتزايدة التي تواجهها إيران على الساحة الدولية بسبب دعمها للإرهاب. وأضاف: “كمية الإرهاب التي صدرتها إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط—وفي جميع أنحاء العالم—جعلتها منبوذة بالكامل”.
وأوضح مك كلينتوك أن تنفيذ العقوبات، التي قال إنها كادت أن تؤدي إلى انهيار النظام الإيراني خلال إدارة ترامب الأولى، يلعب دورًا حاسمًا في التحولات الحالية. وأضاف: “حكومة تمارس الإرهاب والقمع على شعبها لن تستمر طويلًا”، مؤكدًا اعتقاده بأن التغيير الكبير بات قريبًا.
المظاهرة القادمة في واشنطن العاصمة
كما تحدث مك كلينتوك عن المظاهرة المرتقبة تحت شعار “إيران الحرة” في واشنطن العاصمة، التي تنظمها منظمة الجاليات الإيرانية الأميركية (OIAC). وأشار إلى تراجع نفوذ إيران بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، وهو حليف رئيسي لطهران. وأوضح: “إسقاط نظام الأسد، الذي كان مدعومًا من إيران، أعاد إحياء المقاومة الإيرانية”. وتهدف هذه المظاهرة إلى لفت الانتباه الدولي إلى المعارضة الإيرانية والدفع نحو دعم أقوى من الحكومات الديمقراطية.
يدعو القرار H.Res.166، الذي يدعمه 150 عضوًا في مجلس النواب من كلا الحزبين، إلى إقامة نظام ديمقراطي وعلماني وغير نووي في إيران. كما يؤيد خطة من عشر نقاط قدمها “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” (NCRI)، والتي تشمل الاقتراع العام، والانتخابات الحرة، والاقتصاد القائم على السوق، والفصل بين الدين والدولة، والعدالة المتساوية بموجب القانون، والتعايش السلمي في الشرق الأوسط.
وأكد مك كلينتوك أهمية الدعم الحزبي المشترك لهذا القرار، مشيرًا إلى أن “الالتزام المتزايد بقضية الحرية في إيران من قبل دول مثل الولايات المتحدة” ينعكس في الدعم الواسع الذي يحظى به القرار.
كما تضمنت الإحاطة شهادات تسلط الضوء على أساليب النظام الإيراني الوحشية. تحدث أحد المشاركين، وهو أستاذ جامعي، عن تجربته المؤلمة بعد نجاته من محاولة اغتيال نفذها عميل إيراني في مدريد. وأوضح مك كلينتوك أن “هذا الرجل تعرض لإطلاق النار في وجهه من قبل قاتل أرسله النظام لأنه كان يتحدث ضده”. واستخدم مك كلينتوك هذا الحادث كمثال على النمط الأوسع الذي يتبعه النظام الإيراني لإسكات المعارضين داخل وخارج البلاد.
وفي ختام النقاش، جدد مك كلينتوك تأكيده على أن نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية يكتسب زخمًا عالميًا. وقال: “الشعب الإيراني يدرك هذه المعاناة يوميًا، والآن أصبح العالم مقتنعًا بأن هذا النظام يجب أن ينتهي”.
وبفضل الدعم الحزبي في الكونغرس وزيادة الوعي العام، يمثل هذا القرار خطوة محورية في النهج الأميركي تجاه إيران. ومع اقتراب موعد مظاهرة “إيران الحرة”، سيركز الاهتمام على كيفية استجابة الحكومة الأميركية والمجتمع الدولي لمطالب التغيير القادمة من داخل إيران.