الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
قراءة في خطاب السیدة مريم رجوي في مٶتمر”المرأة قوة التغيير، إيران الحرة 2025″
لئن کان للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، دورا کبيرا في مقارعة الدکتاتورية والاستبداد الديني في إيران والنضال من أجل الحرية والتأسيس لنظام سياسي ـ إجتماعي ـ فکري يضع حدا للظلم والمعاناة التي لحقت بالشعب الايراني، فإن دورها بارز ومشهود له في مجال الدفاع عن حقوق المرأة الايرانية والنضال من أجل مساواتها بالرجل، وحتى إنه يشار لها بالبنان وليس بالامکان تجاهل دورها المهم والفعال هذا.
موقف السيدة رجوي وإصرارها على التمسك بالدفاع عن المرأة وإعادة حقوقها المسلوبة، شکل العقدة المستعصية لدى نظام الملالي الکاره والمعادي للمرأة والساعي الى إعادتها قسرا للعصور الوسطى بل وجعل منها ندا قويا للنظام ولشخص وليه الفقيه المترنح خامنئي، إذ يبدو واضحا بأن الفکر الانساني للسيدة رجوي والمستمد من اسلام ديمقرطي يٶمن بالاعتدال ويرفض التطرف والغلو والارهاب، قد سحب البساط من تحت أقدام خامنئي ونظامه المتهرئ.
والملفت للنظر في نضال السيدة رجوي بوجه الدکتاتورية الدينية في إيران من أجل الحرية والتغيير، إنها تقوم بإدافة هذا النضال بنضالها من أجل تحرير المرأة في مواجهة الظلم اللاحق بها على مر عهدي الشاه ونظام الملالي، ولأول مرة يسمع في إيران خطاب موجه للدکتاتورية التي تستغل القيم الاجتماعية والدينية الرجعية من أجل فرض سيادة الرجل وإبعاد وإقصاء وتهميش المرأة على جميع الاصعدة، فقد قالت في خطابها الاخير الذي ألقته في مٶتمر”المرأة قوة التغيير، إيران الحرة 2025″، أنه:” كان الشاه يصف نفسه بـ”الإله”، يحكم بسلطة اعتبرت رسميا “هبة إلهية”، لكنها هبة حرمت منها النساء، واقتصرت على وراثة الذكور جيلا بعد جيل. وكان يعتبر “ظل الله” على الأرض.” وأضافت”واليوم، الولي الفقيه، أي خامنئي، يقدم نفسه رسميا في دستوره كـ”ولي أمر المسلمين جميعا” وحاكم مطلق، ينصب كـ”ممثل الله على الأرض”، إذ أن السيدة رجوي تطرح هنا المرأة کند ونظير للرجل في إدارة شٶون البلاد وجدارتها بهذا الصدد.
المرأة التي واجهت الدکتاتورية والاستبداد وقدمت روحها قربانا لحرية الشعب الايراني، جديرة بأن يتم مساواتها بالرجل، بل إن السيدة رجوي تٶکد على ريادة المرأة بهذا الصدد وتضرب مثال حي لذلك عندما تقول في خطابها:” هؤلاء الطليعيات في مسيرة الحرية، يجسدن في صورة “طاهره طلوع”، المعلقة من قدميها على صخور الجبال، بخنجر مغروز في قلبها، مرتدية زي جيش التحرير الوطني.”.
وهي تدعو لإعادة التفکير عالميا من أجل خير البشرية من خلال إنصاف المرأة الذي يضمن تحرير البشرية من الجور والظلم عندما تقول:” يعد يوم المرأة العالمي كل عام فرصة لإعادة التفكير في الطريق الذي سلكناه حتى الآن، وتجديد الالتزامات تجاه المستقبل الذي ينبغي أن يضمن تحرير البشرية وبناء عالم أفضل.” وعندما تتساءل السيدة رجوي: ألم تحقق إنجازات العالم، لا سيما منذ بداية القرن الماضي، خطوات نحو تقليل الظلم والقمع والتمييز ضد النساء؟ فإنها تجاوب وبشجاعة:” فمنذ آلاف السنين، كلما تطورت أدوات الإنسان وازدادت معارفه، تقلصت معاناة البشر نسبيا. ومع ذلك، إذا ألقينا اليوم نظرة على وضع النساء، سنجد أن طبيعة العلاقات الاجتماعية ما زالت تحمل طابعا ذكوريا يكرس التمييز ضد النساء.” وتستطرد لتلفت النظر الى الواقع المأساوي الذي تعانيه المرأة في ظل النظام الکهنوتي المعادي والکاره للمرأة قائلة:” لاسيما في إيران، تقمع النساء بوحشية تحت قبضة الفاشية الدينية، حيث يسلب أبسط حقوقهن ويحاصرن في أسر نظام قائم على الاستبداد والقمع.”.
وبعد کل ما قد أشرت إليه فإنه وبالنسبة للأوضاع في إيران تخلص الى القول:” إن مشاركة النساء ودورهن القيادي والحاسم في النضال ضد الاستبداد الديني هو شرط أساسي لإسقاط هذا النظام.” وإنه”وبالمثل، في إيران الحرة المقبلة، هذا الدور وهذه المسؤولية ضروريان لتحقيق ديمقراطية حقيقية وتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة.”.
وسلطت السيدة رجوي الاضواء على تجربة النساء في صفوف المقاومة الايرانية فقالت:” قبل ٤٠ عاما، شهدت منظمة مجاهدي خلق تحولا تحرريا داخليا تمحور حول قضايا المرأة والقيادة، في مواجهة أيديولوجية خميني الذكورية. كان هذا تحولا ثقافيا حرر طاقات هائلة من النساء والرجال على حد سواء، ووسع نطاق المعركة لإسقاط الفاشية الدينية.”و”قبل ٣٧ عاما، تأسست الكتائب والألوية النسائية المستقلة من المجاهدات في صفوف جيش التحرير الوطني الإيراني.”و”منذ ٣٥ عاما، عملت تسع نساء أمينات عامات في منظمة مجاهدي خلق.” الایرانیة. وأضافت”إن النساء يشكلن أكثر من نصف أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو الائتلاف السياسي الوحيد في تاريخ إيران المعاصر الذي اعتمد، منذ أربعة عقود، خطة شاملة حول الحريات وحقوق النساء بالإجماع.” وخلصت الى القول:” نحن اليوم لا نتحدث عن افتراض أو نظرية مجردة، بل عن تجربة طويلة الأمد لنساء إيران الطليعيات في ميدان العمل الثوري والتحرري، تجربة تجسدت في النضال والتضحية على أرض الواقع.”.