موقع المجلس:
نشرت صحيفة التلغراف مؤخرًا مقالًا للكاتب ديفيد جونز، يؤكد فيه أن اتباع استراتيجية صارمة من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة يمكن أن يواجه النظام الإيراني بفعالية دون الحاجة إلى تدخل عسكري. ويشدد جونز على أن طهران استغلت الدبلوماسية الغربية لتوسيع طموحاتها النووية، وأنه يجب على الغرب تبني نهج جديد وموحد للضغط الأقصى لوقف برنامج إيران النووي ودعم التغيير الديمقراطي في البلاد.
ويبرز المقال أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ولايته الثانية، عزز الإجماع العالمي على أنه لا يمكن السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. ويؤكد جونز أن “الآن هو الوقت المناسب للغرب للتحرك بناءً على هذا الإجماع.” ووفقًا لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، فإن إيران زادت بشكل كبير من إنتاجها لليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مما يشير إلى تقلص النافذة الزمنية أمام الغرب لاتخاذ إجراءات فعالة.
وكانت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وهي المعارضة الرئيسية للنظام، أول من كشف عن البرنامج النووي السري لطهران. ويذكر جونز أن “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا فشلت في التوصل إلى اتفاق موثوق يغلق الطريق أمام إيران لتصبح دولة نووية.” ويضيف أن إيران استغلت الدبلوماسية الغربية من خلال “التحايل على الاتفاقيات، وخداع الغرب، والتقدم تدريجياً نحو امتلاك القنبلة النووية.”
ورغم انتهاكات النظام المتكررة، لا يزال بعض السياسيين الغربيين يؤمنون بأن المفاوضات هي الحل الوحيد، خشية أن يكون البديل هو الحرب. لكن جونز يرفض هذا الطرح، مشيرًا إلى أن “البديل الحقيقي هو تبني سياسة صارمة للضغط الأقصى بعدة آليات محددة.”
أولًا، يجب على الغرب فرض “حظر نفطي وغازي فعال لقطع التمويل عن النظام الإيراني.” ثانيًا، ينبغي إعادة تفعيل العقوبات التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 عبر آلية “سناب باك”. ثالثًا، يرى جونز ضرورة محاسبة قادة النظام على “انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان في الداخل، وسلوكهم العدواني في المنطقة، ودعمهم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.”
ويؤكد المقال على أهمية تقديم الدعم السياسي والمعنوي لتطلعات الشعب الإيراني الديمقراطية، وللمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، والذي يعد “تحالفًا ديمقراطيًا يتمركز حول منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.” ويضيف جونز أن “كثيرًا من صناع القرار والخبراء الغربيين يدعمون بالفعل المعارضة الديمقراطية ويعترفون بقدرتها على إحداث تغيير داخل إيران.”
ويستشهد جونز بالاحتجاجات الوطنية التي اندلعت في إيران أواخر عام 2022، والتي “قُتل خلالها 750 متظاهرًا، وتم اعتقال 30,000 آخرين.” ويؤكد أن الغضب الشعبي تجاه النظام ما زال قائمًا، مدعومًا بشبكة “وحدات الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق.” وتشير رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، التي تحدثت أمام البرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي مؤخرًا، إلى “الارتفاع الملحوظ في الروح النضالية بين الشباب” الذين يسعون إلى إقامة جمهورية علمانية ديمقراطية في إيران.
ويشير المقال إلى أن طهران تكبدت خسائر إقليمية كبيرة، أبرزها فقدان حليفها الرئيسي في سوريا، بشار الأسد، وهو ما يعد نكسة كبيرة لاستراتيجيتها في المنطقة. ويؤكد جونز أن “حتى الأنظمة الاستبدادية القوية والمسلحة جيدًا لا يمكنها الصمود أمام انتفاضات شعبية واسعة النطاق، خاصة إذا كانت معزولة دوليًا، وهو الوضع الذي يمكن أن تواجهه إيران بسهولة.”
ويخلص المقال إلى أن على الغرب تبني استراتيجية موحدة، تقودها إدارة ترامب الجديدة. ويقترح جونز تصنيف حرس النظام الإيراني رسميًا كمنظمة إرهابية، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في مقاومة الديكتاتورية. ويؤكد أن “مثل هذا النهج سيجعل المرشد في طهران يدرك أن الغرب متحد، وأن الوقت ينفد أمام نظامه القمعي.”