تظاهرات المقاومة الایرانیة في باریس
بحزاني – منى سالم الجبوري:
نظام الملالي يعيش مرحلته النهائية! هکذا أکدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في رسالتها الموجهة الى المئات من المتظاهرين الايرانيين الذين تجمعوا أمام مؤتمر ميونيخ للأمن الذي إنعقد قبل أيام.
ومن دون شك فإن السيدة رجوي لم تٶکد هکذا معلومة هامة صدفة أو من دون مقومات من الواقع ترتکز عليها، إذ وبالتزامن مع هزيمة إستراتيجية النظام في المنطقة، وتفاقم الازمة الحادة للنظام، فإن موجة الاحتجاجات الشعبية في إيران تتصاعد بين العمال والمتقاعدين والکوادر الطبية، كما إن إحتجاجات طلبة جامعات طهران بدأت هي الاخرى وهو ما يجعل النظام في موقف ووضع لا يحسد عليه أبدا.
الاوضاع في إيران أصبحت مادة دسمة لوسائل الاعلام العالمية حيث يتم تسليط الاضواء عليها بما يبين إن النظام يواجه واحدا من أسوأ وأخطر مراحله وليس هناك من أي مٶشر يبين بأنه قد يمکن من البقاء سالما في مواجهة هذه المرحلة، وبهذا السياق، فقد نشرت منصة تاونهول مقالا يسلط الضوء على تصاعد النشاط الديمقراطي في إيران والحاجة الملحة لدعم الغرب لهذه التحركات. المقال بعنوان
تصاعد النشاط الديمقراطي في إيران، ولكن يمكنه الاستفادة من دعم الغرب يبرز التحديات التي يواجهها النظام الإيراني، إلى جانب التأثير المتزايد للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)ووحدات الانتفاضة المرتبطة به. التقرير يؤكد أن المعارضة الداخلية للنظام الإيراني بلغت مستويات غير مسبوقة، غير أن تأثيرها قد يتضاعف بشكل ملحوظ في حال حصولها على دعم المجتمع الدولي.
ويشير المقال الى الإخفاقات الاستراتيجية التي واجهها النظام الإيراني في الآونة الأخيرة، حيث ذكر أن النظام الإيراني يعاني من تدهور اقتصادها وعملتها الوطنية فضلا عن الضربات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله وغيره من عناصر ما يعرف بمحور المقاومة. كما أوضح أن النظام يجد صعوبة متزايدة في قمع المعارضة الداخلية، حيث إن كل موجة احتجاجية جديدة “تسعى لاستغلال نقاط ضعف النظام التي تفاقمت بسبب خسائره الأخرى”.
وقد ركز المقال بشكل أساسي على المظاهرة التي نظمت في باريس بمناسبة الذكرى الـ 46 لثورة 1979 ضد حكم الشاه. حضر هذه المظاهرة أكثر من 20,000 إيراني مغترب ومؤيد دولي. خلال الفعالية، ألقت السیدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كلمة قالت فيها ثورة جديدة قادمة وأكدت أن النظام الديني محاصر من جميع الجهات بوحدات الانتفاضة وشباب الانتفاضة لا يعرفون الخوف، وسط مجتمع يغلي بالغضب والتحدي، في ظل صراعات داخلية وخارجية، خاصة بعد فقدانه أهم ركائزه الاستراتيجية في المنطقة.
وأكد المقال أن وحدات الانتفاضة حققت تقدما ملموسا في هذا المسار، حيث ساهمت في تنظيم انتفاضات وطنية عدة، من أبرزها انتفاضة سبتمبر 2022، والتي وصفت بأنها أكبر تحد واجهه نظام الملالي منذنشأته بعد سقوط الشاه. في ذكرى سقوط الشاه، نظمت وحدات الانتفاضة هتافات ليلية في طهران ومدن أخرى، شملت شعارات مثل: الموت لخامنئي و يسقط الظالم، سواء كان الشاه أو الولي الفقیة.