موقع المجلس:
خرج طلاب جامعة طهران في احتجاجات لليوم الثاني على التوالي بعد الجريمة المروعة التي أودت بحياة الطالب أمير محمد خالقي، البالغ من العمر 19 عامًا. ووفقًا لما أوردته فوكس نيوز، فقد قُتل طالب إدارة الأعمال خلال عملية سطو بالقرب من سكن جامعي، ما أثار موجة غضب واسعة ومطالبات بالعدالة.
Students in Iran continue protests over 19-year-old’s murder on campus for second day https://t.co/FRqt7yrEgk
— Fox News (@FoxNews) February 16, 2025
بدأت الاحتجاجات يوم الجمعة واستمرت حتى يوم السبت، حيث اتهم الطلاب مسؤولي الجامعة بالتقصير في توفير الأمن اللازم داخل الحرم الجامعي. وردد المتظاهرون هتافات غاضبة، مثل “عار عليكم!” و*”أمن الجامعة هو أداة في يد حرس النظام، أنتم قتلَتنا!”*، كما صرخوا قائلين: “الدماء التي سُفكت لن تُمحى أبدًا!”
وأفاد شهود عيان بحدوث مواجهات بين الطلاب وقوات الأمن يوم الجمعة بالقرب من موقع الجريمة، حيث واجه الطلاب مسؤولي الجامعة مطالبين بتحسين الإجراءات الأمنية. وقال أحد المتظاهرين: “نرفض أن نبقى صامتين بينما يُقتل زملاؤنا.”
وسارع النظام الإيراني إلى الرد على الاحتجاجات المتزايدة، إذ أعلن نائب الرئيس، محمد رضا عارف، عن “فتح تحقيق فوري” في ملابسات مقتل خالقي. من جانبه، حذر وزير العلوم والبحث والتكنولوجيا، حسين صرّاف، المتظاهرين قائلاً: “يجب ألا تمتد قضايا الجامعة إلى خارج أسوارها. من يدخل الجامعة بطريقة غير قانونية سيواجه عواقب وخيمة، ولن يكون هناك أي تساهل في هذا الشأن.”
ورغم تصريحات المسؤولين، استمرت الاحتجاجات في الاتساع. وقال أحد الطلاب المحتجين: “يموت الطالب، ولايقبل الذل.” وأكد آخر: “هذه ليست مجرد قضية طالب واحد، نحن جميعًا في خطر.”
وأعربت السیدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، عن دعمها للطلاب عبر منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، قائلة: “تحية لطلاب جامعة طهران الذين هتفوا احتجاجًا على القتل الوحشي لأحد زملائهم قائلين: «الطالب يموت ولا يقبل الذل». إن المسؤول عن انعدام الأمن إما الحرس والقوات القمعية بشكل مباشر، أو السياسات المعادية للشعب التي ينتهجها نظام هدفه الوحيد هو الحفاظ على بقائه من خلال أشد أشكال القمع، دون أي اعتبار لأمن ورفاهية الشعب..”
ودعت رجوي إلى التضامن مع الطلاب، مؤكدة: “أدعو جميع أبناء الوطن لدعم الطلاب الذين قالوا اليوم إنه لم يعد من الممكن السكوت. نعم، الجامعة هي معقل الحرية، ويجب أن تؤدي دورها التاريخي..”
وأثارت هذه الاحتجاجات مقارنات مع المظاهرات الوطنية التي اندلعت عام 2022 عقب وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها الحجاب بطريقة غير صحيحة. وأسفرت تلك الاحتجاجات عن “مقتل 500 شخص واعتقال أكثر من 22,000 آخرين”، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان.
وعلى الرغم من تحذيرات السلطات، يواصل طلاب جامعة طهران مظاهراتهم دون تراجع. وأحد المحتجين قال بشجاعة: “لن نسمح للخوف بأن يتحكم في حياتنا. إذا لم يحمونا، فسندافع عن أنفسنا.”
وتشكل هذه الاحتجاجات تذكيرًا صارخًا بالسخط المستمر بين الشباب الإيراني، الذين واجهوا مرارًا النظام الحاكم مطالبين بالأمن والحقوق والحريات. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السلطات ستستجيب لمطالب الطلاب، ولكن كما قال أحدهم بقوة: “لن نعد نبقی نصمت.”