موقع المجلس:
شهدت إيران في 15 فبراير، موجة متصاعدة من الاحتجاجات الشعبية في مختلف المدن والمحافظات، حيث يخرج المواطنون إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، الفساد المستشري، وانعدام العدالة الاجتماعية. من الطلاب إلى العمال والمتقاعدين، تتسع رقعة الغضب الشعبي في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية. فيما يلي استعراض لأبرز الاحتجاجات التي شهدتها إيران في 15 فبراير:
تجمع عدد من متقاعدي قطاع النفط أمام مبنى وزارة النفط في طهران، احتجاجًا على عدم دفع مستحقاتهم المالية وتجاهل مطالبهم المستمرة. المحتجون أكدوا أن تدهور أوضاعهم المعيشية في ظل ارتفاع الأسعار والانهيار الاقتصادي يجعل مطالبهم أكثر إلحاحًا.
للمرة الرابعة، نظم متقدمو امتحانات الماجستير والدكتوراه تجمعًا احتجاجيًا أمام منظمة سنجش في طهران، مطالبين بتغيير موعد الامتحانات. المحتجون أكدوا أنهم يمثلون ما لا يقل عن 11 ألف متقدم، ورفعوا شعار: “أنهوا الإهمال بمستقبل الطلاب!”.
#طهران السبت 15 فبراير
احتجاج طلاب جامعة طهران أمام المكتبة المركزية رغم الأجواء الأمنية
رغم التشديدات الأمنية، بدأ طلاب جامعة طهران تجمعًا احتجاجيًا أمام المكتبة المركزية، معبرين عن اعتراضهم على القمع و الطلاب يهتفون: الطالب يموت ولم يقبل الذل
الدماء المسفوكة لا تُمحى بأي شيء… pic.twitter.com/ff01str6cT— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) February 15, 2025
وشهدت مدينة مشهد احتجاجات للعاملين في القطاع الصحي، حيث تجمع الممرضون وخدمات الطوارئ أمام جامعة العلوم الطبية ومستشفى الإمام رضا (ع)، مطالبين بتحسين الأجور، دفع المستحقات المتأخرة، وضمان بيئة عمل إنسانية تتناسب مع تضحياتهم.
#مشهد السبت 15 فبراير
احتجاج الممرضين والطاقم الطبي أمام مبنى جامعة مشهد للعلوم الطبية
تجمع عدد من الممرضين وأفراد الطاقم الطبي وخدمات الطوارئ في مشهد أمام مبنى جامعة العلوم الطبية، احتجاجًا على تردي أوضاعهم المعيشية والمهنية. ويطالب المحتجون بتحسين الأجور، تسوية مستحقاتهم… pic.twitter.com/netA3ZqjdT— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) February 15, 2025
وتجمع عدد من سائقي سيارات الأجرة في ساحة الشهداء بمدينة مشهد، احتجاجًا على سوء أداء منظمة النقل العام، ارتفاع التكاليف التشغيلية، وتجاهل السلطات لمطالبهم.
#مشهد السبت 15 فبراير2025
وقفة احتجاجية للممرضين والكوادر الطبية والطوارئ في مشهد أمام مستشفى الإمام الرضا احتجاجا على عدم دفع رواتبهم #احتجاجات_إيران#iran pic.twitter.com/9R5Ls0nRVr— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) February 15, 2025
وفي مدينة كرمان، أضرب عدد من العمال المتعاقدين في قطاع الاتصالات عن العمل، احتجاجًا على عدم دفع مستحقاتهم المالية، التمييز في الأجور، وارتفاع تكاليف العلاج، مما زاد من معاناتهم الاقتصادية.
#طهران – السبت 15 فبراير 2025
وقفة احتجاجية لمتقاعدي القطاع النفطي امام وزارة النفط
احتجاجا على عدم دفع رواتبهم ومستحقاتهم القانونية#iran#احتجاجات_إيران pic.twitter.com/GfHSwtiybS— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) February 15, 2025
وتجمع عدد من العاملين الصحيين في محافظة مازندران، احتجاجًا على تدهور أوضاعهم المعيشية وإهمال السلطات لمطالبهم المتعلقة برواتبهم وحقوقهم الوظيفية.
وخرج سكان قرية زراقلي والمزارعون في رامهرمز إلى الشوارع، متظاهرين أمام مبنى القائمقامية، رفضًا لمحاولات دائرة الأوقاف الاستيلاء على أراضيهم الزراعية وتحويلها إلى بساتين وفيلات فاخرة. الأهالي اعتبروا هذه الأراضي مصدر رزقهم الوحيد، متسائلين بغضب: “لماذا تحرمون الفقراء من أراضيهم وتبنون الفيلات للأثرياء؟”.
تزامنت هذه الاحتجاجات مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية، حيث يستمر ارتفاع الأسعار، البطالة،
والانهيار المستمر لقيمة العملة الوطنية، حيث تجاوز سعر الدولار 92 ألف تومان. الفساد المتغلغل في مؤسسات الدولة وعدم استجابة المسؤولين لمطالب المواطنين يزيد من الاحتقان الشعبي، مما يدفع المزيد من الفئات إلى النزول إلى الشوارع.
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من الفقر والتضخم، يواصل النظام إنفاق مليارات الدولارات على دعم الميليشيات في المنطقة وتصدير الإرهاب، بالإضافة إلى مشاريعه النووية التي تهدف إلى تأمين بقائه على حساب معاناة الشعب. هذه السياسات أدت إلى فرض عقوبات دولية متزايدة، مما زاد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين.
الشعب لا خيار أمامه سوى النزول إلى الشوارع
في ظل تدهور الأوضاع وغياب أي استجابة لمطالب المواطنين، أصبح التظاهر هو الخيار الوحيد للإيرانيين لاستعادة حقوقهم. ويتوقع أن تزداد وتيرة الاحتجاجات في المستقبل، حيث حتى المسؤولون داخل النظام يحذرون من اندلاع انتفاضة شعبية على غرار أعوام 2017، 2019، و2022، مؤكدين أن أي انتفاضة قادمة ستكون أكثر شدة واتساعًا من سابقاتها.