موقع المجلس:
شهدت باريس يوم السبت تظاهرة حاشدة، حيث تجمع آلاف الإيرانيين من مختلف أنحاء أوروبا للاحتجاج ضد النظام الحاكم في طهران. و طالب المشاركون المجتمع الدولي بتكثيف الضغوط على النظام الإيراني، فيما ألقى عدد من الشخصيات السياسية والناشطين كلمات خلال المظاهرة.
ودعت السیدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، قادة العالم إلى التخلي عن سياسة الاسترضاء تجاه طهران، مؤكدة أن “بدلًا من استرضاء الملالي، يجب على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني”.
ويُذكر أن المجلس الوطني للمقاومة يمثل الجناح السياسي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وهي حركة تصنفها السلطات الإيرانية على أنها “إرهابية”. وعلى الرغم من ذلك، تواصل المعارضة الإيرانية في الخارج أنشطتها، مدفوعةً بتطورات إقليمية، أبرزها سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في أواخر عام 2024، وهو الحليف التقليدي لطهران.
وفي هذا السياق، شبّه غي فيرهوفشتات، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق، مصير إيران بمصير سوريا، قائلاً: “كما تحرر الشعب السوري من بشار الأسد، سيتحرر الشعب الإيراني من قبضة الملالي، وسيكون ذلك في عام 2025”. وأضاف فيرهوفشتات منتقدًا سياسة التعامل مع طهران: “يجب أن تنتهي استراتيجية الاسترضاء”، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تتبنى نهجًا مختلفًا، قائلاً: “لا أعتقد أن الأمور ستسير بنفس الطريقة هذه المرة مع إدارة واشنطن”.
كما تحدث القائد السابق للجيش السوري الحر، رياض الأسعد، عبر رابط فيديو، مشددًا على أن سقوط النظام الإيراني بات حتميًا. وقال: “النظام الإيراني سيسقط كما سقط النظام السوري، وبوتيرة أسرع مما كان يتوقعه أحد”.
وفيما يتعلق بالسياسات الأمريكية تجاه إيران، عبّر بعض المتحدثين عن أملهم في أن تسهم سياسة “الضغط الأقصى” التي تبناها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في تقويض النظام الإيراني. وكان ترامب قد اتخذ موقفًا متشددًا تجاه برنامج إيران النووي، لكنه في الوقت نفسه لم يستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق معها. غير أن الولي الفقیة الإيراني علي خامنئي رفض هذا الطرح تمامًا، مؤكدًا: “لا ينبغي التفاوض مع حكومة كهذه، إنه أمر غير حكيم، غير منطقي، ولا يتسم بالشرف”.
وفي كلمتها أمام الحشد، سلطت مريم رجوي الضوء على الأزمات الداخلية للنظام الإيراني، مشيرة إلى أن “سلسلة من الإخفاقات” قد “أوقعت النظام في صراع داخلي بين أجنحته حول مسألة التفاوض مع الولايات المتحدة من عدمه”.
ورفع المتظاهرون أعلام المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي تحمل شعار الأسد ممسكًا بالسيف على خلفية بالألوان الأخضر والأبيض والأحمر. كما ظهرت بين الحشود بعض الأعلام الأوكرانية، في إشارة إلى دور إيران في تسليح روسيا خلال الحرب في أوكرانيا.
وقالت لارا، وهي مواطنة أوكرانية مقيمة في مدينة كاسل الألمانية، والتي جاءت إلى باريس ضمن وفد نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: “العديد من الأسلحة التي تقتل أطفالنا في أوكرانيا تأتي من إيران”.
عكست التظاهرة في باريس إصرار المعارضة الإيرانية في الخارج على حشد الدعم الدولي ضد النظام في طهران. ومع تفاقم الأزمات الداخلية للنظام الإيراني وتزايد الضغوط الخارجية، تأمل قوى المعارضة أن يشهد عام 2025 تغييرًا جذريًا في المشهد السياسي الإيراني.