حدیث الیوم:
موقع المجلس:
اعتراف رؤساء السلطات الثلاث في النظام الإيراني بالأزمة المستعصية للنظام . جاء هذا الاعتراف يوم الاثنين 3 فبراير، خلال اجتماع عقده رؤساء السلطات الثلاث في النظام و هواجتماعهم الأسبوعي المعتاد. لكن اجتماع هذه المرة كان مختلفًا عن الاجتماعات السابقة، سواء من حيث حضور مسؤولين رفيعي المستوى من الحكومة والقضاء والبرلمان، إلى جانب رؤساء السلطات الثلاث، وهم بزشكيان، وإيجه إي، وقاليباف، أو من حيث التصريحات التي أطلقها هؤلاء، حيث رسموا صورة مرعبة عن وضع النظام المتأزم والمجتمع المتفجر، معربين عن مخاوفهم من العواقب المحتملة.
قال بزشكيان: «يواصلون القول إن إيران أصبحت ضعيفة وفي أسوأ حالاتها، وإن بإمكانهم توجيه الضربات إلينا. العدو يسعى لاستغلال بعض الأشخاص الذين يطالبون بحقوقهم للنزول إلى الشوارع أو الاحتجاج، بينما هناك من يريد استغلال هذه المطالب لخلق الفوضى في المجتمع. علينا تجنب أي خطوة تؤدي إلى استياء الناس أو إثارتهم للغضب. الوضع المعيشي الحالي وارتفاع الأسعار الذي يضغط على المواطنين لم يعد مقبولًا».
أما الملا إيجه إي، كبير الجلادين في السلطة القضائية، فبينما كان يلقي باللوم على الحكومة في هذا الوضع، حذّر من انفجار غضب الشعب وتهديد أمن النظام، قائلًا: «إذا لم نتمكن من حل المشكلة الاقتصادية ولم نحل أزمة معيشة الناس، فقد تتسبب المشكلات الاقتصادية في عدم قدرتنا على معالجة الأزمات الثقافية، بل قد تواجهنا لاحقًا تهديدات أمنية أكبر».
بدوره، أبدى قاليباف، رئيس برلمان النظام، دموع التماسيح على “المحرومين والمستضعفين وأولئك الذين يسحقهم الضغط الاقتصادي اليوم”، لكنه في الوقت نفسه حذّر من العواقب المحتملة لهذا الوضع، وخطر اندلاع الاحتجاجات والانتفاضات، قائلًا: “هذا اجتماع لا يمكننا فيه إلقاء اللوم على طرف دون آخر، فكل ما يحدث اليوم، سواء كان خيرًا أو شرًا، يحدث تحت هذا السقف”.
الاجتماع الذي أُطلق عليه ساخرًا اسم “التلاحم”، سعى خلاله رؤساء السلطات الثلاث إلى تجنب الصراعات العلنية، لكن ذلك لم يخفِ التوترات العميقة والانقسامات في قمة هرم النظام.
وفي إشارة مبطنة إلى تصريحات جواد ظريف في منتدى دافوس، والتي أشعلت الصراعات داخل النظام وأدت إلى تجمعات لميليشيات الباسيج في الشوارع، حذّر إيجه إي قائلًا: “إذا قمنا نحن المسؤولون في هذا النظام بما يجعل الناس – لا قدّر الله – يفقدون الثقة في كفاءة النظام، وفي قدرة الإسلام على إدارة حياتهم الدنيوية والدينية معًا، فإن مسؤوليتنا ستكون ثقيلة للغاية. وإذا تعرض الإسلام لهزيمة جديدة اليوم – لا سمح الله – فإننا سنُحاسب حسابًا عسيرًا”.
من جهته، قدم بزشكيان دعمًا غير مباشر لظريف، الذي يتعرض حاليًا لهجمات من الجناح المنافس داخل النظام، معبرًا عن استيائه بالقول: “هناك أشخاص خدموا هذا النظام وبذلوا جهودًا، ولكن لمجرد أنهم ارتكبوا خطأ أو زلّت أقدامهم مرة واحدة، نقوم بإبعادهم نهائيًا عن المشهد”.
أما قاليباف، فقد أقر بوجود خلافات داخل النظام قائلًا: “بلا مجاملات، قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر، لكننا جميعًا هنا، ويجب أن تكون كلمة القائد هي الحاسمة في جميع نقاشاتنا”. ومع ذلك، فإن كل مرة يتحدث فيها خامنئي، لا يزيد الأمر إلا اشتعالًا للصراعات والانقسامات داخل النظام.
وفي لحظة يأس من إنهاء الصراع الداخلي داخل نظام الملالي المنهار، صبّ إيجه إي الماء البارد على آمال الحاضرين في اجتماع “التلاحم”، معترفًا بالفشل في التوصل إلى توافق، قائلًا: “للأسف، لم نتمكن من تحقيق إجماع في وجهات النظر… ومع هذا الاختلاف التام، حتى لو كررنا الحديث عن الوحدة، فلن يتحقق ذلك عمليًا”.