الأحد, 16 فبراير 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارما من نصر في إبادة غزة وتشريد أهلها

ما من نصر في إبادة غزة وتشريد أهلها

فلسطينيون نازحون أثناء عودتهم إلى وسط رفح في جنوب قطاع غزة بعد دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ

ایلاف – د. محمد الموسوي:

مَن المستفيد مِن تسليم غزة لحماس وتقويض السلطة الفلسطينية، والقضاء على منظمة التحرير وحركة فتح؟ مَن المستفيد من هدم الشرعية الفلسطينية والتفاوض على أطلال غزة بعد توفير أسباب إبادتها وتشريد أهلها لصالح من أبادها، ومن ثم إعلان الانتصار؟

من المتفاوض اليوم: حماس؟ أم من خطط لـ”طوفان الأقصى” وحدد مسارها هو من يُملي ويتفاوض اليوم بعد أن قتل القيادة ووضعها في مرمى نيران العدو؟

هل يعتبرون احتفالات بسطاء المواطنين الفلسطينيين احتفالاً بالنصر، أم احتفالاً بانكشاف وزوال جزء من المؤامرة المُحاكة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع؟ أم احتفالاً باحتمالية ظهور أملٍ يُعيد الحياة، ولو على نحو جزئي، إلى أولئك الذين ظُلِموا وشُرِّدوا من ديارهم وأُبِيحت دماؤهم وكرامتهم؟

الاحتفال هو احتفال البسطاء الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، ولا علاقة لهم بأي مخططات جرت وتجري خارج فلسطين وداخلها.

لمن الزرع ولمن الحصاد؟ على الجانب الآخر، هل يتقبل المُحتل الذي أباد غزة وشرد شعبها إشاعة النصر هذه التي يروج لها نظام الملالي الحاكم في إيران؟ خاصة عندما يقول اليمين الصهيوني المتطرف: “لن نقبل بصفقة تبدد إنجازات الحرب، والصفقة الوحيدة المقبولة هي استسلام من بقي من حماس، وتحرير المختطفين”، وربطهم إنهاء الحرب باستسلام حماس وإلقاء السلاح وإعادة الأسرى.

فهل استسلم مدعّو النصر فتفاوضوا بعد دمار غزة وتشريد أهلها بتوجيه ما؟ وهل سيعود المدعون بالنصر إلى ما كانوا عليه بعد اتفاقية أوسلو، متوافقين مع المحتل ومعادين لبني جلدتهم وبناء مستقبل ينتهي بقيام دولة فلسطينية؟ أم أنهم سيعتبرون منظمة التحرير ومشروعها مشروعاً معادياً للشعب الفلسطيني؟

التخطيط والأدوات والزرع والحصاد يصب جميعه في مصلحة طرفين بالمنطقة، ألا وهما الصهيوني التوسعي ونظام الملالي التوسعي، وما الأطراف الفلسطينية إلا أدوات وعوامل مساعدة تخدم هذا المسار.

هل ستعود إدارة غزة للسلطة الفلسطينية أم أنها ستبقى بيد صانع المسببات المعادي لأوسلو واتفاقيتها وما يترتب عليها؟ خاصة بعد الإشارة من قبل المُحتل إلى إمكانية تشكيل إدارة مدنية فلسطينية في غزة تكون بقيادة موالية لإسرائيل، التي ترفض تسليم غزة للسلطة الفلسطينية بعد أن نجحت في هدم مشروع أوسلو على يد الملالي ومحورهم، الذي أسسوه لغاية وهدموه للغاية نفسها.

تبقى الإدارة المدنية الفلسطينية التي سيكون من أصعب مسؤولياتها إعادة إعمار غزة مجرد أداة إدارية منزوعة الإرادة تحبو كالسلحفاة في مستنقع إعادة الإعمار. الإعمار الذي ستتكفل بتنفيذه شركات الممولين، الذين سيعتمدون خرائط أمنية وعسكرية إلى جانب الخرائط المدنية الأخرى في عملية الإعمار، لتبقى غزة مستعمرة أسيرة خاضعة راكعة، والفضل للمدعين الخاضعين الذين يحتفلون بنصر كاذب في حين أنهم صنعوا نصراً فعلياً للمُحتل.

اليمين المتطرف في سلطات الاحتلال اليوم لا يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كسلطة شرعية، بخطاب يمتلك المبررات التي هي نتاج صنائعه ونتاج مشروع الخديعة الذي تبناه نظام الولي الفقيه الحاكم في إيران وهدم به فلسطين والمنطقة.

ويستعرض هذا اليمين في خطابه أنه ليس بالإمكان الاستمرار في أوسلو ومشروع حل الدولتين في ظل شرعية فلسطينية متطرفة، ويقصد بها حماس ومن معها. حماس التي تنكر كل شيء على منظمة التحرير وحركة فتح، وتسير بمسار مقوض للحقوق الفلسطينية.

صحيح أن واقع الحال لدى منظمة التحرير وحركة فتح اليوم ليس بالمثالي، بل متردٍّ أيضاً، لكنهما في كل الأحوال ممثلان وطنيان شرعيان لكافة الفلسطينيين، وما أصابهما من ضرر وتردٍّ نتاج لمؤامرة أطرافها ملالي إيران والصهاينة وحماس.

نتاج مساعي هؤلاء الأطراف ينتهي، في حال استمراره، بنهاية منظمة التحرير وحركة فتح، ولن ينتهي بدولة فلسطينية تقودها حركة حماس ومحورها. إذ لن يعترف بها الصهاينة في نهاية الأمر إلا كمنظومة إرهابية متطرفة ليقولوا إنهم مهددون من قبل قوى فلسطينية متطرفة تمثل الأغلبية الفلسطينية، وبالتالي لا خيار أمام الفلسطينيين سوى العيش في كنف سلطة الاحتلال الصهيوني.

التالي بعد غزة هو تفتيت الضفة الغربية وما عليها سياسياً واجتماعياً لينتهي الأمر ويُفضي إلى ما أراده اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي ساعده أفاعي السوء ملالي طهران على تحقيق ما لم يكونوا يحلمون به قبل طوفان الأقصى، أي عاصفة الأقصى. فكلمة طوفان كلمة فارسية تعني عاصفة باللغة العربية، والأقصى هو الأقصى الذي يفتك به الجميع من كل جانب، سواء كان المُدعي أو العدو، وأكبر نصر العدو هو أن غزة الغد لن تكون غزة الأمس.

كان الشعار بالأمس “لا تفاوض ولا استسلام”. المتفاوض اليوم، أو من يقف وراء التفاوض بشأن غزة، هو النظام الإيراني، ويتحمل ملالي طهران وأدواتهم مسؤولية ما وقع على غزة المنكوبة وأهلها.

يجب أن نُقر بأننا كنا جزءاً من صناعة كوارثنا بشكلٍ أو بآخر، والعمل على إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران سيكون جزءاً هاماً من مشروع صناعة النصر الحقيقي في فلسطين.