موقع المجلس:
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير 2025، منهياً بذلك 15 شهراً من القتال الدامي الذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى. ومع ذلك، لم يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في الموعد المحدد، حيث تأخر نحو ثلاث ساعات بسبب مشكلة تتعلق بإعلان أسماء الرهائن الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم في وقت لاحق من اليوم ذاته.
في البداية، كان من المقرر أن يبدأ الاتفاق الساعة 8:30 صباحاً بتوقيت غزة (6:30 بتوقيت غرينتش)، ولكن هذا الموعد قد تأخر بسبب عدم وصول قائمة بأسماء الرهائن الذين ستفرج عنهم حركة حماس. وبعد تأخر دام عدة ساعات، تم الإعلان عن الأسماء الثلاثة للمختطفات اللواتي كان من المتوقع أن يتم الإفراج عنهن، وهن رومي جونين (24 عاماً)، وإميلي دماري (28 عاماً)، ودورون شطنبر خير (31 عاماً). بعد هذه التأخيرات، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بدء سريان الاتفاق في الساعة 11:15 صباحاً بتوقيت غزة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، في وقت سابق من صباح يوم الأحد، أن وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ إلا في حال التزام حركة حماس التام بما تم الاتفاق عليه، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته حتى يتلقى المعلومات المطلوبة ويتأكد من أن التزامات الاتفاق قد تم تنفيذها بالكامل.
ومع ذلك، شن الطيران الإسرائيلي غارات على مواقع في قطاع غزة بعد تأكيد عدم التزام حركة حماس في البداية بالاتفاق، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك توقف فعلي في القتال حتى ساعة متأخرة من اليوم.
المرحلة الأولى من الاتفاق: تبادل الأسرى وتخفيف المعاناة الإنسانية
تتضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار إطلاق حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية من بين 98 رهينة محتجزين في غزة، بينهم نساء وأطفال وكبار السن ومرضى. في المقابل، ستفرج إسرائيل عن نحو 2000 سجين فلسطيني من بينهم العديد من الذكور والإناث القاصرين، وبعضهم مدانون بارتكاب هجمات ضد الإسرائيليين. كما تشمل المرحلة الإفراج عن 1167 فلسطينياً من غزة، كانوا قد احتجزتهم إسرائيل منذ بداية الحرب.
وتعد هذه المرحلة من الاتفاق خطوة كبيرة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تضررت آلاف العائلات بسبب الحرب والتهجير القسري. ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ، بدأت عمليات العودة للنازحين من شمال غزة إلى مناطقهم، رغم التحذيرات الإسرائيلية المستمرة بعدم الاقتراب من المواقع العسكرية الإسرائيلية.
التحديات والتهديدات المرتبطة بالهدنة
رغم إعلان بدء سريان وقف إطلاق النار، ما زالت هناك تحديات كبيرة في ضمان استمراريته. فقد أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الحرب قد تُستأنف إذا تم خرق الهدنة من قبل حركة حماس، مشيراً إلى أن “إسرائيل تحتفظ بحق استئناف القتال إذا لزم الأمر”. وأضاف أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستكون بمثابة فترة اختبار للمصداقية، خاصة في ما يتعلق بتطبيق شروط الإفراج عن الرهائن والسجناء الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، فإن الاتفاق يسمح بدخول 600 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية يومياً إلى قطاع غزة، وهو ما يخفف من معاناة السكان الذين يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء.
مصطفى: غزة بحاجة إلى حكومة مسؤولة قادرة على معالجة جراح الشعب الفلسطيني
الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو لإقامة دولة فلسطين
دور المجتمع الدولي والآلية المخصصة للمتابعة
من المتوقع أن تتابع أطراف متعددة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أكدت مصادر أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يعتزم زيارة قطاع غزة لضمان استمرارية الهدنة. ويخطط ويتكوف للتواجد بشكل شبه دائم في المنطقة على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة لضمان التزام جميع الأطراف بشروط الاتفاق.
وفي نفس السياق، تواصل وفود من فلسطين وإسرائيل وقطر والولايات المتحدة إجراء مفاوضات في القاهرة لمتابعة سير تنفيذ الاتفاق، وهي عملية حاسمة لضمان أن تبقى الهدنة مستمرة لفترة طويلة.
خاتمة
في ظل واقع مستمر من المعاناة والدمار، يبقى أمل تحقيق السلام بعيد المنال، لكن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يشير إلى نقطة تحول هامة في تاريخ الصراع. يتطلب الأمر التزاماً قوياً من جميع الأطراف والمجتمع الدولي لضمان استدامة الهدنة وتحقيق السلام المستدام في المنطقة.
المصدر: وكالات