الأحد, 16 فبراير 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارموجة جديدة من الصراعات الداخلية بين الفصائل داخل النظام الإيراني

موجة جديدة من الصراعات الداخلية بين الفصائل داخل النظام الإيراني

موقع المجلس:
موجة جديدة من الصراعات الداخلية بين الفصائل داخل النظام الإيراني، احدثتها مقابلة الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان مع شبكة التلفزيون الأمريكية “إن.بي.سي”.
حيث تعكس هذه الصراعات انقسامات عميقة حول الموقف من المفاوضات مع الولايات المتحدة ومستقبل الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة).

هاجمت صحيفة كيهان، التي تُعرف بأنها لسان حال المرشد الأعلى علي خامنئي، بشدة الإشارات التي أرسلها بزشكيان بشأن استعداده للتفاوض. وكتبت: «التوسل إلى المفاوضات جنون، وليس سلوكاً شريفاً أو مبدئياً». كما شنّت الصحيفة هجوماً لاذعاً على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلة: “في حين أن فريق ترامب يركز على سياسة الضغط الأقصى ضد إيران ودعم منظمة مجاهدي خلق الایرانة، فإن ترامب نفسه لديه سجل من نقض الاتفاق النووي وإصدار أمر باغتيال قاسم سليماني”.

وامتد هجوم كيهان ليشمل الفصائل الداخلية التي تدعو إلى المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن “بعض الدوائر المرتبطة بالحكومة تتحدث عن ضرورة التفاوض مع ترامب، وتصف ذلك زيفاً بأنه «مفاوضات شريفة» أو «مفاوضات مع الحفاظ على المبادئ»”.

وظهر الانقسام داخل النظام بوضوح من خلال تصريحات شخصيات مثل مصطفى طباطبائي، نائب مدير الاتصالات بمكتب مسعود بزشکیان. وأكد طباطبائي، مشيراً إلى مقابلة بزشکیان مع شبكة “إن.بي.سي”، أن “الجمهورية الإسلامية تسعى إلى السلام وخفض التوتر في المنطقة والعالم، وهي مستعدة لإجراء مفاوضات شريفة ومتساوية”.

ولكن صحيفة كيهان رفضت هذه التصريحات، قائلة: “إن الخطاب غير الواقعي لنائب مدير الاتصالات بشأن المفاوضات الشريفة لا يعكس سوى السلبية والتوسل، وليس المبادرة لتحقيق مفاوضات مبدئية”.

وسخرت الصحيفة من الفصيل المقابل، مشيرة إلى أن الرد الوحيد “العملي” الذي قدمه ترامب على هذه الإشارات “المبتذلة” كان خطاب مبعوثه لشؤون روسيا وأوكرانيا في اجتماع منظمة مجاهدي خلق في باريس، حيث أكد مواصلة سياسة الضغط الأقصى.

أكدت كيهان أن موقف النظام الرسمي من المفاوضات قد تم تحديده بوضوح في فبراير 2021. واستشهدت بتصريحات خامنئي: “ستعود إيران إلى التزاماتها في الاتفاق النووي فقط بعد أن ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات، ويتم التحقق من هذا الرفع من قبل إيران. هذا هو موقف الجمهورية الإسلامية القاطع وغير القابل للتراجع، وهو محل اتفاق جميع المسؤولين، ولن يحيد عنه أحد”.

هذا الموقف الجامد أدخل النظام في مأزق استراتيجي. وسألت كيهان بسخرية: “هل وجدوا هذا الشرف في انتهاك ترامب للاتفاق النووي، أو في اغتيال قاسم سليماني، أم في رد ترامب المستهزئ بقول «لا، شكراً» على إشارات المفاوضات التي أرسلها ظريف قبل خمس سنوات؟”

وتكشف الصراعات الفصائلية الجارية عن عجز النظام عن حل تناقضاته. فمن جهة، يتمسك بموقفه التصادمي مع المجتمع الدولي، والذي كشف بشكل متزايد عن نقاط ضعفه، بما في ذلك إخفاقاته في العام الماضي. لم تعد دعاية النظام عن قوته تقنع أحداً، حيث باتت هشاشته الداخلية والإقليمية واضحة. ويعتبر الكثيرون في الشرق الأوسط الآن أن النظام الإيراني “نمر من ورق”، وهو تصور يقوض مزاعمه بالقوة الاستراتيجية.

ومن جهة أخرى، يواجه أنصار التفاوض تحديات كبيرة. فحتى لو بدأت المحادثات، فإن هشاشة النظام تمنعه من تقديم تنازلات جوهرية. أي تنازل عن أهدافه الاستراتيجية، مثل طموحاته النووية أو تدخلاته الإقليمية، سيؤدي بلا شك إلى ردود فعل داخلية عنيفة وانتفاضات شعبية، كما حذرت صحيفة كيهان. هذا الخوف من التداعيات الداخلية يعوق قدرة النظام على الدخول في دبلوماسية فعالة.

وتشير الصراعات بين فصائل النظام المتصاعدة وشلل النظام الاستراتيجي إلى مستقبل قاتم لبقائه. يبدو أن النظام الإيراني محاصر في مأزق بلا مخرج واضح. عجزه عن معالجة الاستياء الداخلي والضغوط الخارجية جعله أكثر عرضة لمزيد من الانقسامات الداخلية والعزلة الخارجية.

وكما خلصت صحيفة كيهان بشكل واضح، فإن المسار الحالي للنظام لا يقدم أي أفق للخروج من مأزقه الاستراتيجي. ويبقى الحل الوحيد في يد الشعب الإيراني، الذي تواصل مقاومته تحدي قبضة النظام على السلطة.