صار من الوارد ترديد شعارات تعبر عن قلق الطبقة الإيرانية الحاكمة؛ أي الحرس الثوري.
میدل ایست اونلاین – منی سالم الجبوري:
في ذروة التمدد الايراني المثير للمخاوف والقلق في بلدان المنطقة، وفي ذروة تصريحات ومواقف متباهية لمسٶولين إيرانيين بأن إيران في عهد النظام الديني قد تمكن من الوصول الى البحر المتوسط وهو ما لم يحققه غيرهم على مر التأريخ، في ذلك الوقت حيث كان من المفترض أن يشعر الشعب الايراني بسعادة غامرة من جراء ذلك، فقد إنتفض بوجه النظام وردد شعارات معادية ضده وقد كان الشعار الابرز والاكثر لفتا للنظر هو شعار: لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران!
هذا الشعار تحديدا، رسم خطا فاصلا ومتقاطعا بين الشعب الايراني والنظام والذي لفت الانتباه أكثر هو إن موقف الشعب من تدخلات النظام في المنطقة كان مشابها لموقف المعارضة الايرانية الرئيسية للنظام”المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” من التدخلات التي يقوم بها في المنطقة، وبطبيعة الحال فإن هذا الموقف الشعبي قد جسد رفضا لنهج وسياسات النظام ولاسيما على المبدأ الذي روج له النظام منذ بداية تأسيسه أي تصدير الثورة، بما يدل إن الشعب الايراني والمعارضة الايرانية يرفضان هذا المبدأ.
غزة ولبنان، الى جانبهما سوريا، لئن قد جسد قوة النظام وسطوته لكنه لم يكن آخر الطريق بالنسبة له لأن تراجعه يعني وضعه في موقف أقرب ما يكون للعد التنازلي لنهايته، ذلك إنه مثل ذلك الممتطي أسدا ما أن يترجل إلا وقد وجد نفسه بين فكي الاسد! وإنحسار الدور والتواجد الايراني في المناطق الثلاثة التي أشرنا إليها مع وجود بوادر ومؤشرات تؤكد بأن الدور قادم على العراق واليمن، يضع النظام ليس في موقف محرج أمام شعبه وإنما موقف يمكن وصفه بالمرعب ولاسيما وإن الاعوام الاربعة القادمة هي أكثر الاعوام ضيقا ونكدا منذ تأسيسه وقد تكون فترة صيروته فريسة لأنياب الدهر الذي لا يرحم من عصف به الحال وضاقت به الدنيا.
التحذير النوعي الذي وجهه المرشد الاعلى للنظام لكل من يتحدث عن التأثيرات السلبية لما حدث للنظام في سوريا وفي غزة ولبنان، لا يبدو إنه كان كافيا لفرض ذلك الحظر الذي يريده خامنئي، حيث إن التصريحات السلبية من جانب المسٶولين في تزايد مستمر أما على الصعيد الشعبي فحدث ولا حرج.
بهروز إثباتي، الذي هو قائد كبير في الحرس الثوري، كشف في كلمته عن العديد من الجوانب السلبية في أوضاع النظام بعد الذي حصل له في المنطقة مٶخرا وبالاخص في سوريا، إذ الى جانب إعترافه: “خسرنا بشدة في سوريا” فقد ذكر كلاما مختلفا عن الذي دأب عليه النظام بخصوص سقوط نظام بشار الاسد، فقد أكد إن “الشعب السوري انتفض لإزالة نظام فاسد” والانكى من ذلك إنه إعتبر أن “روسيا كانت من العوامل الرئيسية في انهيار سوريا والأسد”، لكن الكلام الاهم والاكثر تأكيد على ضعف النظام الايراني وتخوفه من مجريات الامور الحالية الحاصلة جاء في توضيحه بأن: “أميركا سترد إذا هاجمنا مواقعها وستضرب عشرات المواقع لنا”.
كلام هذا القائد في الحرس الثوري، هو الاقرب للواقع في إيران من غيرها من التصريحات المتماهية في ممارستها للكذب والخداع والقفز على الحقيقة، إذ إنه وبعد أن لم يعد هناك من غزة ولا لبنان فإن الهم كله صار في طهران.