موقع المجلس:
عوامل الوضع الحرج للنظام الملالي
هناك ثلاثة عوامل رئيسية شكلت هذا الوضع:
العامل الأول هو القمع الشديد، الإفلاس الاقتصادي، الأزمات الاجتماعية العميقة، والفساد الحكومي المنتشر الذي دفع المجتمع إلى حافة الانفجار. كما أظهرت مقاطعة مهزلتين للانتخابات في عام 2024 من قبل الشعب بنسبة أكثر من 90% أن النظام ليس له أي قاعدة اجتماعية في إيران.
العامل الثاني هو هزائم النظام في المنطقة، بما في ذلك انهيار حزب الله وسقوط ديكتاتورية سوريا، التي كانت أهم دولة حليفة لنظام الملالي.
العامل الثالث هو صعود المقاومة المنظمة التي تستعد للانتفاضة والإطاحة بالنظام.
اسمحوا لي هنا أن أتطرق إلى بعض النقاط التي أود مشاركتها معكم بشأن التطورات الأخيرة:
أولًا – كانت الديكتاتورية الدينية قد وسعت نفوذها من خلال سوريا والعراق إلى البحر الأبيض المتوسط ولبنان. بهذه الاستراتيجية، كان خامنئي قد أنشأ درعًا لحماية نظامه وأداة للابتزاز.
ثانيًا – لسنوات عديدة، كان خامنئي يعوض ضعف الحكومة داخل البلاد باستخدام حزب الله و سوريا وعرض القوة في المنطقة.
ثالثًا – يُقال بشكل خاطئ إن الجيش السوري انهار في 11 يومًا، بينما في الواقع، كان هذا الجيش قد انهار منذ سنوات.
وفقًا لقادة حرس النظام الإيراني، لم يكن لبشار الأسد أي أمل في البقاء في السلطة في تلك السنوات، وكان خامنئي هو من أمر حرس نظامه وحزب الله اللبناني باستخدام القوة وارتكاب الجرائم للحفاظ عليه في السلطة. لكن هذه المرة كانت مختلفة. لا حزب الله ولا حرس النظام الإيراني كان لديهما القدرة على الصمود، وفضلا الهروب على القتال.
رابعًا – سقوط الديكتاتورية السورية وإغلاق الممرات البرية والجوية التي كانت تُستخدم لدعم قوات النظام الإيراني في لبنان، قد قلل بشكل كبير من قدرة النظام على إشعال الحروب والإرهاب في المنطقة.
خامسًا – اليوم، تغيرت موازين القوى في المنطقة ضد النظام الإيراني، ولذلك تضاءل الإسناد الدبلوماسي للابتزاز الذي كان يمارسه نظام الملالي على المستوى الدولي، كما تقلصت محاولاتهم للحفاظ على سياسة الاسترضاء. في الماضي، كان النظام وحلفاؤه يروجون لقوة النظام وقدرته على الاستمرار، ولكن هذه المزاعم قد دُحضت تمامًا اليوم.
سادسًا – والأهم من ذلك هو تأثير هذا الحدث داخل إيران. بعد سقوط بشار الأسد، شهد الجميع تفكك قوات النظام الإيراني في سوريا. لقد رأوا مدى ضعف وهشاشة حرس النظام الإيراني. محاولات خامنئي لقمع الانتفاضات منذ بداية الحرب في الشرق الأوسط في 7 أكتوبر 2023 قد فشلت.
هذا الحدث قد خلق طاقة جديدة لتشكيل الانتفاضات في إيران. أصبح الشعب الإيراني بشكل متزايد غاضبًا من إنفاق عشرات المليارات من الدولارات من رصيد الشعب الإيراني من قبل النظام للحفاظ على الديكتاتور السوري. وقد أصبحت أجهزة القمع في إيران في حالة رعب شديدة. الملالي كلفوا القوات الأمنية بمنع الاحتجاجات، وزادوا من عمليات القمع والإعدام.
في عام 2024، حطم النظام رقمًا قياسيًا في الجرائم من خلال تنفيذ ما لا يقل عن 1000 إعدام.
بعد أسبوعين من سقوط الديكتاتورية السورية، أمر قاضي القضاة في نظام الملالي “النائب العام والمدعين العامين في جميع أنحاء البلاد” باتخاذ “جميع التدابير اللازمة بالتعاون المباشر مع الأجهزة الاستخبارية والأمنية والشرطة … لمواجهة مؤامرة العدو لزعزعة الأمن داخل البلاد” . هذا الرد هو نتيجة عزيمة الشعب الإيراني لإنهاء حكم النظام الكهنوتي، الذي نهايته قريبة بالتأكيد.