موقع المجلس:
تقدم رؤية سترون ستيفنسون، المنشورة عبر Gulan Media، تحليلاً معمقاً للتداعيات الإقليمية والدولية الناجمة عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. ويرى ستيفنسون، وهو سياسي محنك وخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن انهيار نظام الأسد قد أعاد تشكيل الديناميكيات السياسية في المنطقة، مؤثراً على جهات فاعلة رئيسية مثل النظام الإيراني وتركيا والولايات المتحدة.
FALL OF ASSAD WILL HAVE SEISMIC IMPLICATIONS FOR MIDDLE EAST. My latest article in @gulanmedia #Iran #FreeIran2025 https://t.co/6EMBIo1VA8
— STRUAN STEVENSON (@STRUANSTEVENSON) January 8, 2025
وصف ستيفنسون انهيار نظام الأسد بأنه “زلزال سياسي ألقى بظلاله على توازن القوى في الشرق الأوسط”. وأوضح أن سوريا تحت حكم الأسد كانت تمثل حجر الزاوية لاستراتيجية النظام الإيراني الإقليمية، مما مكّن طهران من دعم حزب الله في لبنان وتعزيز نفوذها في بلاد الشام. ومع فقدان هذا الحليف الرئيسي، أصبح النظام الإيراني “أكثر عزلة في العالم العربي”، مما أدى إلى إضعاف قنوات الدعم اللوجستي وخلق فرص لمنافسيه مثل السعودية وإسرائيل لتعزيز مكاسبهم على حسابه.
دور القوى الغربية في مرحلة ما بعد الأسد
توقع ستيفنسون أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تكثف انخراطها الدبلوماسي في سوريا. وقال: “قد تسعى الولايات المتحدة لزيادة انخراطها عبر الأمم المتحدة أو من خلال التفاوض المباشر مع الجهات السورية، بهدف الدفع نحو حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”. وأشار إلى أن أي دعم أميركي لإعادة إعمار سوريا سيكون مشروطاً بإحراز تقدم ملموس في الإصلاح السياسي وتحسين أوضاع حقوق الإنسان.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد ذكر ستيفنسون أن دوره سيظل مهماً كجهة مانحة إنسانية وكوسيط للحوار. وأضاف: “من المحتمل أن يدفع الاتحاد الأوروبي بمبادرة دبلوماسية أوروبية، عارضاً تسهيل الحوار لتحقيق المصالحة السياسية”. ومع ذلك، أشار إلى التحديات التي تواجه أوروبا في معالجة قضايا إعادة توطين اللاجئين ودمجهم. كما توقع استمرار كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في استخدام العقوبات كوسيلة للضغط على النظام السوري.
انعكاسات على حلفاء النظام الإيراني
أكد ستيفنسون أن سقوط الأسد كان له تأثير كبير على وكلاء النظام الإيراني، مثل حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية. واعتبر أن “انهيار نظام الأسد شكّل ضربة استراتيجية للنظام الإيراني، مما أضعف الروح المعنوية لحرس النظام الإيراني وأضعف قدرته على دعم حلفائه”. كما أشار إلى أن النظام الإيراني قد يسعى لتعزيز دعمه للميليشيات العراقية كوسيلة للحفاظ على نفوذه، رغم تراجع الثقة بين حلفائه.
رأى ستيفنسون أن السعودية وتركيا ستسعى جميعها لاستغلال ضعف موقف النظام الإيراني. وتوقع أن “السعودية ستعتبر سقوط الأسد فرصة لتقليص النفوذ الإيراني ودفع القيادة السورية الجديدة نحو مصالح الخليج”. أما تركيا، فقد تحاول تعزيز نفوذها في شمال سوريا مع مراعاة مخاوفها الأمنية المتعلقة بالأكراد.
تطرق ستيفنسون أيضاً إلى دور روسيا، الحليف الرئيسي لنظام الأسد. وأشار إلى أن التوترات المحتملة بين روسيا والنظام الإيراني قد تتصاعد في مرحلة ما بعد الأسد. وقال: “ستتحول الديناميكيات تدريجياً من التعاون إلى التنافس”، خاصة مع اختلاف رؤى البلدين لمستقبل سوريا.
التداعيات الطويلة الأجل
اختتم ستيفنسون تحليله بتحذير من أن سقوط الأسد يمثل منعطفاً حاسماً لطموحات النظام الإيراني الإقليمية. وأكد أن “النظام الإيراني يمر بأضعف مراحله منذ ثورته في عام 1979″، مشيراً إلى الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الداخلية وفقدانه حليفاً استراتيجياً. كما توقع أن يؤدي فشل النظام الإيراني في سوريا إلى تعزيز المعارضة الداخلية، مما يزيد من احتمال حدوث اضطرابات جديدة.
خلص ستيفنسون إلى أن انهيار نظام الأسد أوجد تحولات جوهرية في ميزان القوى بالشرق الأوسط. ومن إعادة صياغة استراتيجيات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تغيّر ديناميكيات القضية الكردية وتراجع نفوذ النظام الإيراني، فإن المنطقة تواجه تغييرات حاسمة. وكما وصفها ستيفنسون: “إن سقوط نظام الأسد أحدث زلزالاً سياسياً في الشرق الأوسط”.