لماذا على الرغم من الحضور العسكري الواسع للنظام الإيراني في سوريا، سقطت حكومة الأسد بهذه السرعة (11 يومًا)؟
بقلم – حسين داعي الإسلام:
لماذا على الرغم من الحضور العسكري الواسع للنظام الإيراني في سوريا، سقطت حكومة الأسد بهذه السرعة (11 يومًا)؟
هناك العديد من الأسباب والتفسيرات، لكن العامل الرئيسي في سقوط حكومة الأسد يجب أن يُعتبر انهيار قوات حرس النظام الإيراني في سوريا. انهيار حرس النظام الإيراني في سوريا هو السبب الجوهري والرئيسي لسقوط حكومة الأسد.
سقوط بشار الأسد والمشهد الذي وقع في سوريا كان له ارتباط مباشر تمامًا مع انهيار وهزيمة واسعة لقوات النظام الإيراني؛ لأن الحرس كان يتولى دورًا خاصًا وحاسمًا في السيطرة على سوريا.
فهم هذا الموضوع مهم للغاية، وهو بمثابة وثيقة عينية لقياس القوة الحقيقية لحرس النظام الإيراني، لأن القوة الفعلية للحرس وقوات خامنئي تم اختبارها خلال تلك الأيام الأحد عشر. نحن شهدنا انهيار قوات النظام في سوريا، وبعبارة أخرى، شهدنا عملية تراجع القوة العسكرية للنظام الإيراني، وهذه هي الحقيقة التي يسعى خامنئي والنظام جاهدين لإخفائها وإنكارها.
ما حدث في ساحة المعركة في سوريا، أي انهيار القوات العسكرية للنظام، لم يكن بأي حال من الأحوال مسألة تكتيكية أو مباغتة أو خطأ عسكريًا، بل أبرز وأظهر القدرة الحقيقية للنظام، وأظهر أن النظام الذي كان ضعيفًا من الأساس والمحصور بين الشعب والانتفاضات المستمرة في إيران، لا يمتلك المزيد من القوة.
لماذا الحرس الثوري في سوريا تعرض للانهيار والهزيمة والفرار؟
في الإجابة على هذا السؤال، لا يمكن إنكار حقيقتين مهمتين. أولاً، الحقيقة أن خامنئي والحرس لم يريدا أن يسقط بشار الأسد، لأن خامنئي حتى اللحظة الأخيرة لم يكن يريد ترك سوريا، وقد اعترف بنفسه أنه كان يرغب في تقديم المساعدة ولكن كانت الطرق البرية والجوية مغلقة. بمعنى آخر، إذا كان لديه القدرة، لبقي وحافظ على الأسد.
أما الحقيقة الأخرى فهي أن الانسحاب العسكري لقوات النظام الإيراني في سوريا لم يكن انسحابًا منظمًا، بل كان انهيارًا وتفككًا. على سبيل المثال، قالت وكالة تسنيم للأنباء أنه في حلب، عندما بدأت المعركة، قال المعارضون إن النظام الإيراني كان لديه 30 قاعدة هناك، لكن الأمر لم يكن كذلك، بل كان لدينا 15 قاعدة. حتى إذا اعتبرنا أن هذه الـ 15 قاعدة هي الأساس، فإن النظام كان لديه 15 قاعدة ولم يقاتل وانهزم. والأدلة الأكثر أهمية هي مقابلة مع رئيس روسيا بوتين، الذي يعد أكبر طرف يمكنه الإدلاء برأي حول الأحداث العسكرية التي استمرت 11 يومًا في سوريا لأن القوات الروسية كانت هناك… يقول بوتين إن القوات الحكومية والقوات التابعة لإيران في حلب كان عددهم 30 ألفًا، لكنهم فروا في مواجهة 350 شخصا، ويؤكد أن مشهدًا مشابهًا تكرر في جميع أنحاء سوريا. وبالتالي، فإن القوات النظامية الإيرانية قد تلاشت.
لفهم تلاشي القوات الإيرانية، يجب أن نبحث في ما حدث في قيادة هذه القوات في حلب. إذا قمنا بتحليل ذلك، يمكننا بناء صورة دقيقة عن الحرب ككل؛ لأنها جزء من الحرب بالكامل!
في الساعة الأولى من المعركة في غرفة قيادة حلب، قُتل العميد كيومرث بور هاشمي، قائد حرس النظام الإيراني في حلب، في غرفة القيادة وليس في ساحة المعركة. النظام لم يتحدث عن سبب مقتله لمدة أسبوعين، ولكن في الأيام الأخيرة قال إن هذا الشخص، أي بور هاشمي، قُتل على يد “عوامل” أمريكية، بمعنى أنه قُتل بواسطة شخص داخل غرفة القيادة نفسها، أي بواسطة قوة من نفس الفريق. وهذه القوة كانت إما من قوات بشار الأسد أو من حرس النظام الإيراني، ولا فرق في ذلك لأنهم كانوا معًا، وبالتالي، في اللحظة الأولى من المعركة في حلب، حيث كانت تحت سيطرة الحرس، تم تفكيك غرفة القيادة تمامًا.
بعد سقوط حلب، كان لدى النظام الفرصة للمقاومة في المدينة التالية، حماة، التي تقع جنوبًا. وكان الكثيرون يقولون في ذلك الوقت إنه إذا سقطت حماة، فسيكون كل شيء قد انتهى، وكان النظام الإيراني، نظرًا لأهمية حماة، يمكنه أن يوقف التقدم ويستمر في القتال هناك. ولكن في حماة أيضًا، لم تحدث هذه المقاومة وبدأوا بالفرار، ولم يستطيعوا إيقاف تقدم القوات العسكرية.
كان لدى قوات النظام فرصة للقتال في حمص، وهي نقطة حاسمة، لأنهم كانوا يمتلكون القوة والوقت لذلك، وإذا افترضنا أنهم فُوجئوا في حلب، فإن المدن التالية لم تكن مفاجأة بل كانت هي مسألة انهيار وفرار من الساحة.
يتبع