الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي کانت إنتفاضة نوعية کادت أن تودي بنظام الملالي فإن هذا النظام عمل ويعمل من أجل يتدارك الامور قبل أن تجرفه الاحداث والتطورات کما جرفت نظام الشاه من قبل، ومن الواضح إن النظام يرکز على الممارسات القمعية والاعدامات کدأبه دائما لکونه لا يتمکن من إصلاح الاوضاع وإطلاق الحريات وعدم سلب الحقوق، ولذلك فإن خياره الدائم والمستمر هو اللجوء الى الممارسات القمعية والاعدامات.
أکثر ما سعى ويسعى إليه النظام الاستبدادي هو العمل من أجل جعل الشعب الايراني ينأى بنفسه عن مواجهته والصراع ضده وبهذا الصدد فقد بذل کل ما بوسعه من أجل خلق فجوة بين الشعب وبين المقاومة الايرانية لأنه يعلم بأن المقاومة الايرانية هي المعارضة الوطنية العامة والشاملة التي تحشد کل الجهود والطاقات من أجل مواجهة النظام والتسريع بسقوطه، لکن خاب سعي النظام بهذا السياق لأنه کان في معظم الانتفاضات التي إندلعت بوجه النظام دور بارز وملفت للنظر فيها.
المشکلة المعقدة التي واجهت نظام الملالي في مسعاه من أجل کبح جماح نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وقيام الجمهورية الديمقراطية وأربکته، هي إن الشعب الايراني من النوع الذي لا ينسى تضحيات أبنائه ولا يسمح بأن تذهب دمائهم هدرا، ولذلك فإنه يقوم کل عام وفي ذکرى التضحيات التي قدموها بتخليدها من خلال مواصلة السير على دربهم، وبهذا الصدد فإنه و في ذكرى انتفاضة عاشوراء في طهران عام 2009 وانتفاضة ديسمبر 2017 وردا على موجه الإعدامات، أضرم شباب الانتفاضة خلال 15 عملية النار في مراكز للقمع والنهب.
کما إنه وبحسب بيان صادر عن الامانة العامة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية في ال30 من ديسمبر2024، وفي 16 عملية أخرى تم إشعال النار في بوسترات تحمل صور خميني وخامنئي وقاسم سليماني ورئيسي الجلاد وصور لقوى عاملة بالنيابة للنظام ولوحات الباسيج ومراكز التجسس في طهران وكرج ومشهد واصفهان وانديمشك وكرمان وكازرون وماهشهر.
وأضاف البيان موضحا بأنه وخلال هذه العمليات الجريئة تم استهداف المراكز التالية وتم الإضرام النار فيها: قاعدتين للباسيج للحرس في طهران، و كتيبة لقوات الحرس في الأهواز، وقاعدة للباسيج للحرس في كرمانشاه، وقاعدة للباسيج للحرس في شيراز، ومركز للباسيج للقمع في الجامعات والطلاب في طهران، وقاعدة للباسيج في مشهد وقاعدة للباسيج في نجف آباد، وقاعدة للباسيج في كهنوج كرمان، وقاعدة للباسيج في بندرأنزلي ومركزين لقمع النساء في طهران ودزفول يعملان تحت عنوان الحوزة، ومؤسسة قمعية في قائممقامية زهك بمحافظة سيستان وبلوشستان ومركزين للنهب في قزوين وألوند.
مثلما لا يمکن للنظام القمعي أن يحقق أهدافه بکبح جماح الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإقامة الجمهورية الديمقراطية، فإنه وفي المقابل فإن تصميم الشعب والمقاومة على أشده من أجل جعل العام 2025، عام سقوط هذا النظام الدموي.