موقع المجلس:
تصاعد الخوف اخیراُ في اوساط النظام الایرانی من تصاعد وتیرت منظمة مجاهدي خلق الشعبیة في ایران.مما تحولت في يوم الجمعة 27 ديسمبر 2024،
صلاة الجمعة التي ينظمها النظام مرة أخرى إلى منصة للتعبير عن مخاوف النظام العميقة من تنامي نفوذ وقوة المعارضة الإيرانية، وخصوصًا منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. استغلّ الملالي المعيّنون من قبل الوليالفقیة علي خامنئي المناسبة لاستحضار قمع الاحتجاجات الشعبية في عام 2009، محاولين رفع معنويات أنصار النظام المحبطين والمفتقرين للحماس.
في إشارة إلى التظاهرات المضادة التي نظمها النظام في 30 ديسمبر 2009، حاولوا تعزيز فكرة الصمود لدى جمهورهم، مؤكدين أن النظام كما نجا من موجة احتجاجات 2009، يمكنه أيضًا الصمود أمام التحديات الحالية.
من بين الشخصيات البارزة، تطرق أحمد خاتمي إلى دور المعارضة في تشكيل الوعي السياسي. وأعرب عن قلقه من تزايد الحديث عن ضعف النظام الإقليمي قائلاً: «هذه الأيام، يقولون إن بسقوط الحكومة السورية تراجعت المقاومة وأصبحت إيران أضعف».
وبالمثل، ادعى رضا نوري، خلال خطبته في بجنورد، أن عناصر من مجاهدي خلق تمكنوا من دخول إيران أثناء احتجاجات 2009: «بعض أعضاء مجاهدي خلق وصلوا إلى إيران وبقوا في الشوارع مع مجموعة صغيرة من المشاغبين»، وفق ما نقله تلفزيون “أترك” التابع للنظام في 27 ديسمبر 2024.
وفي رشت، أعرب الملا آخر مقرّب من خامنئي عن استيائه من زيادة شعبية مجاهدي خلق بين الشباب الإيراني. وبينما كان يحاول بث الأمل في نفوس أنصار النظام، كشف عن قلقه الشخصي قائلاً: «نحن مستاؤون من انجراف البعض نحو البهائيين والمنافقين ومجاهدي خلق. ماذا نفعل؟ هذه هي طبيعتهم الآن!» أشار في تصريحاته التي بثها تلفزيون “باران” التابع للنظام في اليوم نفسه. محاولته تقليل أهمية مجاهدي خلق الإيرانية بدمجهم مع أسماء أخرى بدت غير فعالة وأحيانًا مثيرة للسخرية.
ورغم الإجراءات القمعية المكثفة التي يفرضها النظام، تواصل حركة المقاومة نموها وتصاعد أنشطتها. وخلال الشهرين الماضيين فقط، نفذت وحدات الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق سبع عمليات وطنية في نوفمبر وخمسًا أخرى في ديسمبر. تنوعت هذه العمليات بين عروض رمزية وأعمال تخريبية، وبلغت ذروتها في مظاهرات نارية أحيت ذكرى انتفاضة 26 ديسمبر 2017. وفي إقليم سيستان وبلوشستان، استمرت وحدات الانتفاضة في نشاطها البارز، ولا سيما خلال صلاة الجمعة بمدينة زاهدان، التي باتت رمزًا للصمود المتواصل منذ انتفاضات عام 2022.
وتؤكد الأنشطة المستمرة لوحدات الانتفاضة مدى انسجامها مع تطلعات الشعب الإيراني. فالاستراتيجيات التي تتبعها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تتماشى مع وعي شعبي متزايد بأن الطرق السلمية لم تحقق تغييرًا جذريًا. وبعد عقود من القمع، اقتنع الكثيرون بأن المقاومة النشطة هي السبيل الوحيد لتحقيق الحرية.
إلى جانب الأزمات الداخلية، يواجه النظام إخفاقات خارجية، خصوصًا في سوريا. سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الاستراتيجي للنظام، يمثل ضربة كبيرة لنفوذ طهران الإقليمي ومعنوياتها. يدرك الملالي جيدًا هذه الحقيقة، ويعترفون بأن انهيار هذا الحليف سيعطي دفعة نفسية قوية للمقاومة الإيرانية. ومع تقلص “العمق الاستراتيجي”، تصبح كل عملية تقوم بها وحدات الانتفاضة داخل إيران أكثر تأثيرًا، مما يلهم شعبًا غاضبًا يبحث عن سبيل للخلاص.
إن الجمع بين الاحتجاجات الداخلية، وزيادة الدعم الشعبي لوحدات الانتفاضة، والإخفاقات الخارجية، قد رسم صورة قاتمة للنظام الإيراني. الخطاب المليء بالذعر الذي يتبناه رجال الدين يعكس خوفهم المتزايد من فقدان السيطرة على مجتمع يقترب من لحظة تحول تاريخية.
وفي الوقت الذي تدخل فيه إيران عامًا جديدًا مليئًا بالتحديات المتصاعدة، يواجه قادة النظام حقيقة مزعجة: زخم التغيير لم يعد محصورًا على الهامش. ومع كل عملية مقاومة وكل فعل تحدٍّ، تقترب المعارضة خطوة أخرى نحو تحقيق إيران ما بعد النظام، مما يضعف تدريجيًا أسس المؤسسة الحاكمة.