موقع المجلس:
أدت الاحتجاجات التي اندلعت في المدن الساحلية السورية الأسبوع الماضي إلى ظهور اتهامات بأن النظام الإيراني وحزب الله يقومان بتأجيج الاضطرابات من خلال بقايا نظام الأسد السابق. اتهم العقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش السوري الحر، طهران وحليفها اللبناني بإثارة الفوضى لزعزعة استقرار البلاد الهش. قال الأسعد في مقابلة مع قناة الحدث التلفزيونية: “تؤكد معلوماتنا أن حزب الله يرسل عملاء إلى سوريا لخلق الاضطرابات”. الاحتجاجات التي بدأت كرد فعل على فيديو تم تداوله مجدداً يظهر هجوماً على مزار ديني علوي في حلب، تحولت بحسب المحللين إلى جهود مُنسقة تشارك فيها وكالات إيرانية وعناصر من حزب الله.
وتشير التقارير إلى أن حزب الله قد حشد عناصره من لبنان لتأجيج الاضطرابات وإعادة ترسيخ نفوذه في المناطق السورية الرئيسية. في بلدة تلكلخ بالقرب من الحدود اللبنانية، انخرطت قوات تابعة لحزب الله في اشتباكات عنيفة مع مجموعات المعارضة المحلية. وأدى مقتل شجاع العلي، قائد ميليشيا مؤيد للنظام ومرتبط بحزب الله، إلى تحول كبير في هذه الاشتباكات. وقد علق العقيد الأسعد على هذا التطور قائلاً: “لقد شكلت القضاء على شجاع العلي ضربة قاسية لحزب الله. سيؤدي إزالته إلى استعادة الهدوء في حمص والمناطق المحيطة بها”.
وتحولت الاحتجاجات التي كانت سلمية في البداية إلى مواجهات عنيفة عقب تقارير عن إطلاق نار من قبل القوات الموالية للنظام. تدعي مصادر محلية أن بقايا نظام الأسد، بدعم إيراني، أطلقت هجمات مفاجئة على وحدات الجيش السوري المتحالفة مع الإدارة الجديدة. وأدت الاشتباكات إلى تشديد الإجراءات الأمنية في مناطق مثل تلكلخ وطرطوس، حيث يُزعم أن عناصر حزب الله يتم ملاحقتهم.
وتُظهر التقارير تقدمًا في احتواء الاضطرابات، حيث ساهمت الاعتقالات التي طالت كبار الموالين للنظام في طرطوس، إلى جانب تحييد شخصيات رئيسية مثل شجاع العلي، في تعزيز الجهود لاستعادة الاستقرار. في حمص، أصدرت عدة مجموعات كانت موالية سابقًا للأسد بيانات تؤكد تحالفها مع الإدارة السورية الجديدة.
وجاء توقيت الاحتجاجات بالتزامن مع تصريحات من المسؤولين الإيرانيين، مما أثار الشكوك حول دور طهران في تنظيم الاضطرابات. لطالما ارتبط التأثير الإيراني في المنطقة بالاعتماد على الميليشيات والشبكات التابعة لها للحفاظ على موطئ قدم في سوريا. ويقترح المراقبون أن هذه الأحداث الأخيرة قد تمثل “الورقة الأخيرة” لإيران في محاولة لإعادة تشكيل الديناميكيات السياسية والعسكرية المتطورة في سوريا ما بعد الأسد.
وأتت هذه التطورات بعد أن تنبأ الولي الفقیة للنظام، علي خامنئي، في خطاب في وقت سابق من هذا الأسبوع، بظهور “مجموعة قوية ومشرفة” في سوريا، مؤكدًا أن “الشباب السوري الشجاع، الذي لا شيء لديه ليخسره،” سيقاوم ويتغلب على القوى المسؤولة عن عدم الأمان في وطنهم. وأكد محسن رضائي، القائد السابق لحرس النظام الإیراني، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن “الشباب والشعب السوري المقاوم سيُحيي المقاومة بشكل جديد خلال عام”.
وأدانت جامعة الدول العربية، في بيان صدر يوم الخميس، التصريحات الأخيرة من المسؤولين الإيرانيين بشأن سوريا، متهمة طهران بـ”إثارة الفتنة بين الشعب السوري” في أعقاب سقوط الأسد. وحذر البيان إيران من “إذكاء نيران الصراع” ودعا إلى وقف التدخل الخارجي الذي قد يزعزع استقرار سوريا أكثر.