قوات نظام الملالي في سوریا-آرشیف-
الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
على أثر سقوط نظام الدکتاتور بشار الاسد في سوريا، يواجه الملا خامنئي وأرکان نظامه أوضاعا إستثنائية غير مسبوقة إذ يجد النظام الايراني نفسه أمام منعطف لا يجسد تهديدات کالتي کانت سائدة طوال ال45 عاما المنصرمة بل يجسد وبحق تهديد وجودي لا غبار عليه للنظام.
کل ما قام به نظام الملالي وطوال ال45 عاما المنصرمة وبشکل خاص تدخلاته في المنطقة وتصديره للتطرف والارهاب وإثارته للحروب والازمات في المنطقة، إنما کان من أجل ضمان بقائه وعدم سقوطه، وحتى إن النظام عندما قام بالشروع ببرنامجه النووي وسعى ولازال يسعى من أجل إنتاج القنبلة النووية، فإن هذا الامر هدفه النهائي هو فرض نظام الملالي کأمر واقع بوجه المنطقة والعالم.
اليوم وبعد السقوط المخزي لنظام الدکتاتور المجرم بشار الاسد والذي کان حليفا استراتيجيا للنظام وبمثابة حلقة الوصل الاساسية بينه وبين وکلائه ولاسيما مع حزب المقبور حسن نصرالله، فإن ما قد تداعى عن سقوط الاسد وتحجيم دور وتأثير حماس وحزب حسن نصرالله الارهابيين، فإن مشروع النظام في المنطقة قد فشل فشلا ذريعا بل وحتى إن النظام ووکلائه قد تم هزيمتهم شر هزيمة، وهو تطور طالما تمنته شعوب وبلدان المنطقة وقبلهم الشعب الايراني نفسه.
بموجب ما قد نجم وتداعى عن التطورات الاخيرة التي هي في الحقيقة بمثابة زلزال سياسي ـ عسکري ـ فکري ضد نظام الملالي، فإن الارضية والاجواء في العالم والمنطقة وإيران صارت مهيأة على أفضل ما يکون لتقبل فکرة سقوط نظام الملالي ولاسيما وإن هناك شعب رافض للنظام جملة وتفصيلا ومقاومة إيرانية منظمة تمتلك کافة المقومات التي تجعلها کبديل للنظام، وإن الاخير يشعر ليس بخوف وقلق بل وبحالة من الرعب والهلع لأنه يعلم بأن الاوضاع التي کانت قائمة في إيران عام 1978 الذي سبق سقوط نظام الشاه، تشبه کثيرا الاوضاع الحالية التي نجمت عن سقوط دکتاتور سوريا وبشکل خاص من حيث ترحيب الشعب الايراني بهذا التطور وتيقنه من أنها ستمهد لسقوط نظام الملالي.
وبهذا السياق، فقد تناول فيروز محوي، في مقال له على موقع EU Reporter، التداعيات الدراماتيكية لسقوط الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئ على النظام الإيراني وشعبه. المقال بعنوان التأثير النفسي لسقوط بشار الأسد على النظام الإيراني وشعبه يسلط الضوء على الصدمة الاستراتيجية والنفسية التي أحدثها هذا الحدث في إيران، خاصة في ظل تأثيره على صورة النظام الإيراني باعتباره غير قابل للهزيمة، وكذلك على معنويات الشعب.
ويوضح محوي: “سهل نظام الأسد السيطرة الإيرانية على لبنان من خلال حزب الله، ووفر ممرا استراتيجيا للقوات الإيرانية للتنقل بحرية في المنطقة”. ومع ذلك، فإن الانهيار العسكري المفاجئ لنظام الأسد خلال 11 يوما فقط يشكل نكسة كبيرة لطموحات النظام الإيراني الاستراتيجية وسيطرته النفسية على شعبه. ويشير أيضا الى التأثير النفسي العميق لهذا التطور على الإيرانيين العاديين. ويقول: “فقدان بشار الأسد، الذي كانت عائلته شريكا لا غنى عنه في الهيمنة الإقليمية للنظام الإيراني، يشكل ضربة قاسية”، مؤكدا أن هذا الحدث يقوض رواية النظام عن كونه قوة لا تقهر. فالإيرانيون يشهدون ليس فقط سقوط ديكتاتور، بل انهيار بنية سلطوية فرضها النظام عليهم في الداخل والخارج.