موقع المجلس:
في الحادي عشر من ديسمبر، اجتمع أعضاء بارزون من مجلس الشيوخ الأمريكي إلى جانب دبلوماسيين وقادة عسكريين في لقاء ثنائي الحزب لمناقشة رؤية إيران حرة وديمقراطية. من بين المتحدثين البارزين في هذا الحدث كان الجنرال تود وولترز، القائد الأعلى السابق لحلف الناتو وقائد القوات الأمريكية في أوروبا (2019–2022). ألقى الجنرال وولترز خطابًا قوياً ركز فيه على الأولويات الاستراتيجية التي تهدف إلى تغيير النظام في إيران كخطوة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار العالميين.
Great point General Wolters. Regime change in Iran doesn't just affect the people — it affects the entire world. #FreeIran2024 #HumanRightsViolations pic.twitter.com/3NQyyESAi1
— OIAC: Organization of Iranian American Communities (@OrgIAC) December 11, 2024
واستهل الجنرال وولترز كلمته بتقدير أهمية هذا اللقاء والمشاركين فيه. أشاد بأعضاء مجلس الشيوخ، وأعضاء الكونغرس، والدبلوماسيين، والقادة العسكريين الحاضرين، ووصفهم بأنهم “رمز للتغيير الإيجابي”. وأثنى على جهود الحاضرين وحماسهم، قائلاً: «أنتم تمثلون التغيير والأثر الإيجابي الذي نسعى لتحقيقه في العالم، بهدف خلق المزيد من السلام».
وأكدت كلماته على أهمية التعاون بين صناع القرار والدبلوماسيين والقادة العسكريين. ومن وجهة نظره، فإن الوحدة التي عُرضت في هذا الحدث كانت ضرورية لمواجهة التحديات التي يفرضها النظام الإيراني المستبد.
حدد الجنرال وولترز أولويتين استراتيجيتين رئيسيتين لتحقيق إيران ديمقراطية. الأولى، أشار إلى أن الشعب الإيراني غير راضٍ عن النظام الحاكم، قائلاً: «الشعب الإيراني لا يريد هذا النظام. علينا أن نساعدهم ونجعل النظام الحاكم غير فعال». وأكد أن هذا يتطلب استراتيجية قوية لإضعاف قبضة النظام على السلطة ودعم تطلعات الشعب الإيراني نحو الحرية.
وأما الأولوية الثانية، فقد ركزت على أهمية تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وربط ذلك مباشرة بإقامة حكومة ديمقراطية في إيران. وقال: «لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط إلا من خلال جمهورية حرة وديمقراطية في إيران». وأضاف أن استمرار حكم إيران الاستبدادي يشكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق الاستقرار في المنطقة.
واستعرض وولترز الدروس المستفادة من تراجع نفوذ بشار الأسد في سوريا، مشيراً إلى الأثر الواسع الذي يمكن أن يترتب على زعزعة استقرار الأنظمة القمعية. وأوضح أن تراجع قوة الأسد أدى إلى تفكيك “الشبكات الخبيثة” التي تعتمد عليها طهران في تعزيز نفوذها. وتمتد هذه الشبكات من شرق البحر المتوسط إلى شرق أوروبا وما بعدها.
وقال وولترز: «إن الأثر الأهم لهذه التغيرات هو تحطيم عمليات الوكلاء التي كان النظام يعتمد عليها لتوسيع نفوذه وقدراته». ودعا إلى ضرورة تعزيز الوعي الدولي واتخاذ إجراءات عاجلة لاستغلال هذه الثغرات، وحث المشاركين على تكثيف الجهود لعزل طهران وتفكيك تحالفاتها الإقليمية.
ودعا الجنرال وولترز إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد النظام الإيراني، مشددًا على ضرورة التحرك بقوة بدلاً من التردد. وقال: «علينا أن نتصرف بالقوة وليس بالضعف لضمان تحقيق إيران حرة وديمقراطية». وأكد أن ذلك يتطلب معالجة القدرات النووية الإيرانية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار. كما أشاد بالخطب التي ألقاها المتحدثون الآخرون، وخصّ بالذكر السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المنتخبة، التي قدمت خطة من عشر نقاط لرؤية إيران ديمقراطية.
وقال وولترز: «إن خطة النقاط العشر تمثل إطارًا شاملاً لبناء إيران ديمقراطية». وحث الحاضرين على الاستعداد لتنفيذ هذه الخطة، مؤكداً أهمية أن يكون العمل استباقياً بدلاً من رد الفعل. وأضاف: «من مسؤوليتنا أن نكون مستعدين للتحرك عندما يحين الوقت».
واختتم الجنرال وولترز كلمته بتقديم الشكر للمشاركين على التزامهم بقضية الحرية في إيران. ووصف الحدث بأنه تجمع مقدس يحمل رسالة سامية: خلق السلام ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في جميع أنحاء العالم. وقال: «هذا هدف نبيل ومُلهم للغاية».
كان خطاب وولترز بمثابة دعوة للعمل، حيث جمع بين الرؤية العسكرية والإلحاح الأخلاقي. من خلال التأكيد على الوحدة والتخطيط الاستراتيجي والتحرك الحاسم، شدد على ضرورة الإطاحة بالنظام الحالي في إيران لتمهيد الطريق لمستقبل ديمقراطي وسلمي في المنطقة.