صوت العراق – محمد حسين المياحي:
يواجه النظام الايراني ولأول مرة تهديدا وجوديا جديا بعد الانهيار غير العادي الذي حصل لأهم أطراف ما يسمى ب”جبهة المقاومة والممانعة” وبشکل خاص جدا بعد سقوط نظام الدکتاتور السوري الذي کان يعتبر حليفه الاستراتيجي والذي وصف خامنئي سوريا في ظل حکمه الاستبدادي بأنها “العمود الفقري”، إذ أن هذا النظام کان دائما يستقوي بوکلائه ويقوم بإستخدامهم کبندقيات تحت الطلب ليس ضد خصومه وأعدائه فقط بل وحتى وصل الامر بتهديد الشعب الايراني بهم!
منذ أن شرع النظام بتدخلاته في المنطقة وفرض نفوذه وهيمنته على أربعة عواصم بالاضافة الى غزة، فإن المنطقة قد عانت کثيرا من جراء ذلك بل وحتى إن هذه التدخلات قد ساهمت وبصورة واضحة على العبث بالامن والاستقرار في المنطقة ولاسيما بعد الحروب والازمات ولکن وفي نفس الوقت فإن تدخلاته في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا قد کلفته الکثير وکانت من أسبابها وتداعياتها أن أکثر من 70% من الشعب الايراني صاروا يعيشون تحت خط الفقر وبات المجتمع الايراني وبسبب من الادارة السيئة لهذا النظام للأمور يعاني من الکثير من الاوضاع والمور السيئة ولذلك فقد وقف ضد التدخلات المکلفة للنظام والتي إضطرت المرشد الاعلى للنظام أن يسعى لتبرير التدخلات في المنطقة بوصفها بأنها العمق الاستراتيجي للنظام بل وحتى أکد لأکثر من مرة قائلا:” إذا لم نقاتل في سوريا ولبنان والعراق ونتحمل التكاليف هناك، فسيتعين علينا القتال في شوارع كرمانشاه وهمدان وباقي المحافظات” بل وحتى برر إرساله لعناصره من قوة القدس الارهابية الى بلدان المنطقة قائلا:” من يذهب من هنا إلى العراق أو سوريا ويقف في مواجهة التكفيريين دفاعاً عن حرم أهل البيت، فإنه في الواقع يدافع عن مدنه الخاصة”، وما ذکرناه يعني في مجمله وفي خطه العام، بأن تحطم”العمود الفقري” من جراء سقوط نظام الاسد، يعني بأن النظام قد أصيب بضربة استراتيجية غير مسبوقة وإنها تختلت کثيرا عن الضربات السابقة التي تلقاها وبالاخص وإنه قد تلقى هذه الضربة وهو في ذروة ضعفه وتراجع دوره والاهم من ذلك إن معظم الظروف والاوضاع ليست في صالحه!
“کانت نهاية شرور بشار الأسد ممکنا قبل تسع سنوات بتطبیق قرار مجلس الأمن رقم 2254، لكن خامنئي وجلاوزته عرقلوا ذلك.”، هکذا قال زعيم المقاومة الايرانية السيد مسعود رجوي في رسالة التهنئة التي بعثها بمناسبة سقوط نظام الدکتاتور السوري، وفي هذا المقطع تذکير مهم للنظام وتنويه أهم للشعب الايراني بأن النظام قد قام بتبديد أکثر من 50 مليار دولار من أموال الشعب الايراني من أجل المحافظة على نظام الاسد والحيلولة دون سقوطه وهو بذلك قد جعل من نظامه معاديا للإرادة الدولية ولمصالح الشعب السوري، ولذلك فإن عليه أن ينتظر تصفية الحساب على هذا التصرف الاحمق والمستهتر وإذا ماکانت سلسلة الجولات التي حدثت في المنطقة ونالت من وکلاء النظام ومن حليفه في دمشق، فإن الجولة النهائية والاهم من المواجهة هي التي تنتظر رأس جبهة الکذب والزيف المسماة زورا بالمقاومة والممانعة في طهران.