موقع “تاون هول“- بقلم – ستروان ستيفنسون:
في مقال مثير نُشر على موقع “تاون هول“، يسلط ستروان ستيفنسون الضوء على التصاعد المروع في استخدام الإعدام في إيران، والذي يصل إلى حد الإبادة الجماعية بحق السجناء السياسيين وأنصار حركات المعارضة، خاصةً منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. ويبدأ المقال بذكر أرقام مروعة تظهر أن النظام الإيراني نفذ حكم الإعدام في 562 سجينًا، منهم 20 امرأة منذ تولي الرئيس المعتدل بظاهره، مسعود بزشكيان، منصبه في يوليو من هذا العام.
ويذكر ستيفنسون أن هذه الأرقام تمثل فقط جزءًا صغيرًا من مجموع 120,000 سجين سياسي تم إعدامهم خلال فترة الحكم الديني. وقد شملت التهم الموجهة للمعتقلين “العضوية في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية” و”التواطؤ والمؤامرة ضد الأمن القومي”، و”التمرد المسلح ضد الحكومة”، وغيرها من التهم التي تعكس طبيعة النظام القمعية.
وتُعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الحركة المعارضة الديمقراطية الرئيسية، والتي يخشاها ويكرهها الملالي بسبب وحدات الانتفاضة المتزايدة التي انتشرت في أنحاء إيران وتهدد بإسقاط النظام الثيوقراطي. تُعتبر العضوية أو الدعم للـ PMOI وصفًا ساخرًا بأنها “محاربة ضد الله”، مما يعني حكم الإعدام التلقائي حسب دستور النظام.
ويُشير المقال إلى الإجراءات الوحشية التي يتخذها النظام لقمع أي تحركات تهدد استقراره، بما في ذلك قانون العفة والحجاب الجديد الذي يُعد هجومًا على حقوق المرأة وكرامتها الإنسانية. ويشدد ستيفنسون على أن النساء في إيران، اللواتي شاركن بقوة في الاحتجاجات الوطنية، قد أصبحن رمزًا للمقاومة ضد هذا القمع.
كما يناقش المقال دور حرس النظام الإيراني، الذي تم تصنيفه كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة وكندا، وتورطه في قتل الآلاف من المتظاهرين خلال الاحتجاجات. ويذكر ستيفنسون أن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ما زالا يترددان في إدراجه ضمن القائمة السوداء، مما يُعقد الوضع أكثر.
ويلفت المقال انتباه إلى الأمل المعقود على كايا كالاس، الممثلة العليا الجديدة للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، في دعم الجهود الدولية للضغط على النظام الإيراني لوقف عمليات الإعدام هذه وتحرير السجناء السياسيين.
ويؤكد ستروان ستيفنسون على الدور الأساسي الذي يجب أن تلعبه المجتمعات الدولية في دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية والعدالة. ويُشير إلى أن الإطاحة بالنظام الإيراني الوحشي ستؤدي إلى إنهاء العقوبة بالإعدام، وإنهاء التهديد النووي، وإنهاء انتشار الإرهاب العالمي، واستعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم بأسره.
إن الصورة التي يرسمها ستروان ستيفنسون في مقاله تحمل دعوة قوية للتحرك العاجل والمستدام لدعم إيران نحو مستقبل أفضل.
سجن صيدنايا سیئ الصیط و المخيف: من حرق الجثث إلى “القسم الأحمر” تحت الأرض
موقع المجلس«
بسقوط نظام بشار الأسد الدكتاتوري، وقع سجن صيدنايا الرهيب في ضواحي دمشق، الذي كان رمزاً للرعب والقمع، في أيدي الشعب. التقارير والصور المنشورة من هذا السجن كشفت عن أبعاد مروعة من الجرائم والقمع الذي تم فيه.لقد كشفت تحرير هذا المنشأة مؤخرًا عن أبعاد مروعة للفظائع التي ارتكبت خلف جدرانه، مما صدم المجتمع الدولي وألقى الضوء على الإرث الوحشي للديكتاتورية في سوريا.
سجن صيدنايا: “جحيم السجناء السياسيين”
يشتهر سجن صيدنايا بأقسامه تحت الأرضية المعروفة باسم “القسم الأحمر”. هذه الأقسام مغلقة تماماً ويمكن الوصول إليها فقط من خلال رموز محددة، وقد احتجز العديد من السجناء فيها لأكثر من 40 عامًا في ظروف قاسية. وأفاد شهود عيان أن بعض السجناء، عند تحريرهم، كانوا قادرين فقط على مغادرة زنازينهم بالزحف أو حملهم، نتيجة للتأثيرات الجسدية والنفسية الشديدة للتعذيب الذي تعرضوا له.
أفران الحرق لإخفاء الإعدامات
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد صرحت سابقًا بأن نظام الأسد استخدم أفران الحرق في سجن صيدنايا للتخلص من أدلة السجناء المُعدمين. تم تأكيد هذه الادعاءات بواسطة صور الأقمار الصناعية والوثائق التي ظهرت مؤخرًا، والتي توضح جهود النظام لإخفاء أفعاله البشعة.
منذ استيلاء السجن في صباح يوم الأحد،8 ديسمبر 2024 ، كان المدنيون وقوات الدفاع المدني يعملون بلا كلل للوصول إلى الطوابق تحت الأرضية للسجن. حتى الآن، تم تحرير السجناء من الطوابق الأرضية فقط، بينما لا تزال ثلاثة طوابق سفلية محجوبة. تظهر المشاهد المؤثرة للناس وهم يكسرون الجدران يدويًا للوصول إلى السجناء، مما يبرز اليأس لتحرير أولئك الذين لا يزالون محاصرين.
ومن بين القصص المؤثرة التي ظهرت قصة امرأة سورية كانت تعتقد أن شقيقها قد تم إعدامه في عام 2012. شعرت بالذهول عندما اكتشفت أنه كان على قيد الحياة وقد تم تحريره من صيدنايا. كما خرج سجناء آخرون، بما في ذلك النساء والأطفال، من السجن وهم لا يزالون لا يصدقون سقوط النظام، يغادرون السجن وسط الخوف والشك.
ودعا شاب سوري من معرة النعمان إلى دعم إضافي من فرق الدفاع المدني ومكافحة الحرائق لكسر الخرسانة السميكة للطوابق السفلية. لا يزال العديد من السجناء في الزنازين والأنفاق المظلمة، ولا تزال أوضاعهم مجهولة، ومصائرهم غير مؤكدة.
كشف تحليل لقطات كاميرات المراقبة داخل السجن تفاصيل أكثر فظاعة عن أجهزة التعذيب المستخدمة، بما في ذلك الآلات الضاغطة المعدنية وغيرها من الأدوات الوحشية المصممة للإعدام والتعذيب. تتحدث الناجون، الذين هم بحالة جسدية ضعيفة ومروعة، عن القسوة التي واجهوها، وهم يتجولون في حيرة وصدمة من سقوط نظام الأسد.
لم يكن تحرير سجن صيدنايا مجرد كشف عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت تحت حكم الأسد فحسب، بل كان أيضًا رمزًا لعزم الشعب السوري على إنهاء الديكتاتورية والشروع في رحلة جديدة نحو الحرية. تمثل تحرير الآلاف من السجناء السياسيين فصلاً هامًا في تاريخ سوريا، مما يمثل منارة أمل ودعوة لمستقبل أكثر إشراقًا وإنسانية.
مع فتح أبواب صيدنايا، اضطر العالم إلى مواجهة الواقع المروع الذي تكشف خلف جدرانه. تسلط الروايات المؤلمة التي يرويها الناجون وصور الأجساد الهزيلة والوجوه المذهولة الضوء على التأثير العميق للطغيان وروح البقاء لدى من نجوا منه. لم يؤد سقوط نظام الأسد إلى فتح أبواب السجون فحسب، بل أشعل أيضًا نقاشًا حاسمًا حول حقوق الإنسان والعدالة في سوريا بعد الديكتاتورية.