بحزاني – منى سالم الجبوري:
أکثر أمر يثير القلق في النظام الايراني ويجعل منه مصدر تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، هو إنه يرکز نشاطاته وبصورة ملفتة للنظر في خارج حدوده والاهم من ذلك إنه يعتبر ذلك مسألة مبدأية وأساسية لايمکن التراجع عنها، وإن الذي يجب ملاحظته هنا وعدم تجاهله هو إن هناك ثلاثة مواد أساسية في دستور هذا النظام يشرعن نشاطاته الخارجية المثيرة للقلق ولاسيما المادة 154، التي تٶکد
ذلك بصورة واضحة وجلية حيث جاء في هذه المادة:” جمهورية إيران الإسلامية تعتبر سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله مثلها الأعلى، وتعتبر الاستقلال والحرية وسيادة القانون والحق حقا لجميع شعوب العالم. وعليه، فإنها تدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في جميع بقاع العالم”، والمثير للسخرية والقرف إن النظام الايراني يبرر تدخلاته في العراق ولبنان واليمن وسوريا على إنها تدخلات من أجل مصلحة هذه الشعوب، في حية إنه حتى المبتدئ بالسياسة يعلم جيدا بأن هذه التدخلات ألحقت ضررا بالغ الاثر بشعوب هذ البلدان ولم تحقق لها أية نتيجة إيجابية سوى خدمة مصالح ومخططات النظام الايراني فيها.
اليوم وبعد أربعة عقود من الدور السلبي لهذا النظام وخصوصا إذا ماقمنا بإستحضار کل ماقد قام بتنفيذه من نشاطات ومخططات مشبوهة بحق المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام ولاسيما بعد الذي جرى في غزة ولبنان، فإننا نجد هناك ثمة حقيقة مهمة جدا يجب الترکيز عليها بدقة وهي إن هذا النظام ليس قد ظل يرکز على تدخلاته الخارجية وإنما يعمل على ترسيخها والعمل على توسيع دائرتها وإعتبار المناطق التي تخضع لنفوذه بأنها بمثابة حدود أمنية وخطوط أمامية له ولايمکن التنازل عنها، وهنا فإن الذي يجب تذکره أيضا وأخذه بنظر الاعتبار والاهمية هو تلك الدعوات المتکررة من جانب زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، من أجل التصدي للدور المشبوه لهذا النظام في بلدان المنطقة وقطع أذرعه فيها وعدم السماح له بالعبث بأمن وإستقرار بلدان المنطقة، بل وحتى إن السيدة رجوي قد شددت بأن تجاهل النشاطات المشبوهة لهذا النظام، سوف تجعله يتمادى أکثر لأنه”وکما تشدد رجوي دائما” يرى في إلتزام بلدان المنطقة بالسکوت والصمت تجاه دوره فيها بمثابة خوف منه مما يجعله يتجرأ ويتمادى أکثر، وبهذا السياق، وخلال مٶتمر تم عقده في 27 نوفمبر2024، في باريس بعنوان تغيير النظام الإيراني حل لأزمة الشرق الأوسط فقد أکدت السيدة رجوي في کلمة لها أمام هذا المٶتمر بأن إنهاء الحرب والارهاب الذي يقوده الملالي ممکن، الحل يکمن في إسقاط هذا النظام بيد الشعب والمقاومة الايرانية. هذا الهدف في متناول اليد، وبطبيعة الحال فإن السيدة رجوي تطلب وبصورة واضحة دعم وتإييد النضال المشروع الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام کسبيل وحيد من أجل إنهاء أزمات وحروب المنطقة التي يقوم النظام الايراني بإثارتها من أجل صرف الانظار على أوضاعه الداخلية الحرجة.