صوت العراق – محمد حسين المياحي:
بعد تأسيس النظام الثيوقراطي الحاکم في إيران، ومن أجل مصالحها الاقتصادية في إيران، فقد بذلت البلدان الغربية الکثير من الجهود والمساعي حتى وصل الامر بها الى أن تنتهج سياسة مسايرة وإسترضاء هذا النظام والذي حاولت من خلالها أيضا التأثير على النهج المتشدد للنظام وإستمالته وجعله يندمج مع المجتمع الدولي.
سياسة إستمالة وإسترضاء النظام الايراني وکما تبين منذ العمل به لأکثر من ثلاثة عقود خلت، ليس لم تحقق الاهداف والغايات المرجوة من وراء تنفيذها بل وحتى کانت لها آثار وتداعيات بالغة السلبية على أکثر ثلاثة أصعدة.
على الصعيد الايراني، فإنها أثرت سلبا على الاوضاع الداخلية حيث کانت عاملا سلبيا منح أسباب البقاء والاستمرار لهذا النظام ووفر له غطاءا دوليا مناسبا کما إنه أصبح أيضا عاملا سلبينا من حيث التأثير على النضال الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير الجذري في البلاد، خصوصا وإن الشعب الايراني قد أدرك بأن هذا النظام هو إمتداد لسلفه من حيث کونه نظام دکتاتوري يستخدم الممارسات القمعية من أجل بقائه وفرض نفسه بسياسة الحديد والنار على الشعب الايراني.
على صعيد المنطقة، فإن هذا النظام ومن خلال نهجه المشبوه بتصدير التطرف والارهاب والتدخل في بلدان المنطقة وتأسيس أحزاب وميليشيات إرهابية فيها وإثارة الحروب والازمات من أجل تنفيذ مخططاته، فقد إستفاد کثير من سياسة الاستمالة والاسترضاء الغربية من حيث إستمرار تنفيذه لنهجه المشبوه هذا وحتى إن أخطر الحروب والازمات التي إندلعت في المنطقة على مر ال45 عاما المنصرمة إنما کانت بسبب من هذه السياسة وحتى إن ما حدث في غزة ولبنان هو من آثارها وتداعياتها المستمرة، وهذا يعني وبإختصار إن هذه السياسة لعبت دورا سلبيا في توفير الاجواء والارضية المناسبة للإخلال بالسلام والامن والاستقرار في المنطقة.
على الصعيد الدولي، فإن هذه السياسة هي التي جعلت من النظام الايراني أن يتجرأ ويتدخل في النزاعات الدولية والاقليمية ويکون عاملا سلبيا من حيث التأثير عليها وهذا يعني بأن هذا النظام ليس قد أثر سلبا على السلام والامن على مستوى المنطقة فقط بل وحتى على مستوى العالم أيضا.
النظام الايراني الذي وجد في سياسة الاسترضاء الغربية متنفسا وسبيلا مهما ليس لبقائه وإنما لإستمرار سياسته المشبوهة على أکثر من صعيد، فقد صار الکثير من الساسة الغربيون يدرکون بأن هذه السياسة هي في الحقيقة نوع من اللعب بالنار وإنها تخدم النظام الايراني وتعينه على إستمرار نهجه المشبوه وکذلك على تنفيذ مخططاته المزعزعة للسلام والامن، ولذلك فإنهم صاروا يسعون لتغيير النهج المتبع تجاه هذا النظام وتحويله من الاستمالة إلى المواجهة والضغط، علما بأن زعيمة المعارضة الايرانية کانت قد دعت وطالبت البلدان الغربية طوال العقود الثلاثة المنصرمة الى التخلي عن هذه السياسة وإتباع سياسة الحزم والصرامة تجاه هذا النظام.