الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
أزمة الشرق الاوسط، واحدة من أهم وأکثر الازمات الدولية خطورة وحساسية لما لها من تأثيرات وتعقيدات بسبب خصوصية المنطقة والمصالح الدولية المختلفة فيها، وبقدر ما کانت هناك من مساعي جدية وهادفة نوعا ما من أجل إيجاد حل لهذه الازمة ووضع حد للتوتر السائد في المنطقة ونزع فتيل الحروب فيها، فقد کانت هناك أيضا مساع مشبوهة من أجل إبقاء التوتر في المنطقة وجعلها دائما في حالة اللاحرب واللاسلم.
من الواضح جدا بأن حالة اللاحرب واللاسلم التي إستمرت بعد حرب أکتوبر أدرکت بلدان المنطقة بأن هذه الحالة ليست في صالحها ولاتخدم مستقبل أجيالها ومن هنا بدأت المساعي الجدية وحتى تم طرح العديد من المشاريع والمقترحات من أجل ذلك، لکن ومع تأسيس نظام الملالي وإستغلاله للقضية الفلسطينية کوسيلة له من من أجل تحقيق غاياته کما فعل مع إستغلال العامل الديني کغطاء له، فإن المنطقة عادت من جديد لتصبح من أکثر المناطق العالمية الحساسة توترا ولاسيما بعد إثارة العديد من الحروب فيها کان نظام الملالي العامل الاساسي في إثارتها.
الطرق والاساليب المشبوهة التي قام نظام الملالي من أجل تحقيق غاياته المشبوهة بإستخدامها في المنطقة والتي قام من خلالها بإضفاء العامل الديني على أزمة الشرق الاوسط من جانب وکذلك إستخدام العامل الطائفي في بلدان المنطقة من أجل فرض نفوذه وهيمته عليها، وضع المنطقة کلها من جديد على حافة هاوية بالغة الخطورة، ولکن وبقدر ما کان هذا النظام الافاق يقوم بتنفيذ مخططاته في المنطقة ويجعلها ساحة ليلعب فيها کما يشاء من أجل مصالحه الضيقة، فقد کان هناك الخصم والغريم المترصد لهذا النظام حيث إن المقاومة الايرانية تقف دائما بوجه مختلف السياسات والمخططات العدوانية والشريرة لهذا النظام وتقوم بکشفها وفضحها الواحدة تلو الاخرى، لکنها أولت إهتماما خاصا للدور المشبوه لنظام الملالي من حيث إستغلاله لأزمة الشرق الاوسط وجعلها في خدمة أهدافه ومخططاته المشبوهة، ولذلك فإنها قد قامت بتحذير بلدان المنطقة بشکل خاص والمجتمع الدولي بشکل عام مما قام ويقوم به هذا النظام ودعت للتصدي له ولمخططاته المشبوهة ولاسيما من حيث إثارته للحروب في المنطقة.
کثيرة ومختلفة المناسبات التي قامت فيها المقاومة الايرانية بالدعوة للتصدي لهذا النظام وعدم السماح له بالاستمرار في تنفيذ سياسته العدوانية وعلى نفس هذا النهج المتسم بروح الحرص والمسٶولية على أمن وسلامة المنطقة والعمل من أجل نزع فتيل إثارة الحروب والازمات فيها، فقد دعت السيدة مريم رجوي خلال مٶتمر دولي أقيم في باريس في ال27 من نوفمبر2024، الى وضع حد لإثارة الحروب في المنطقة من جانب نظام الملالي وذلك بإتباع سياسة تقف على الضد من سياسات نظام الملالي المشبوهة وذلك بدعم النضال العادل الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل إسقاط النظام خصوصا وإن السيدة رجوي قد أکدت على إن تغيير النظام الإيراني، حل لأزمة الشرق الأوسط، لأنه يسدل الستار على إثارة الحروب ويفتح الطريق أمام عهد جديد يخدم شعوب المنطقة والعالم على حد سواء.