الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
إصرار نظام الملالي على ممارساته القمعية وتنفيذ أحکام الاعدامات وعدم التخلي عن نهجه المشبوه الذي هو أساس معظم المساکل والازمات والاوضاع السلبية الجارية في إيران بشکل خاص والمنطقة بشکل عام، هذا الاصرار يريد النظام من خلاله إثارة الخوف واليأس في نفوس أبناء الشعب الايراني من حيث نضالهم من أجل الحرية وإسقاطه، لکن، لايبدو أبدا بأن الشعب الايراني يقبل بالرضوخ لهذا المنطق المتعارض مع المبادئ والقيم الانسانية والحضارية ولذلك فإنه”أي الشعب الايراني” وإيمانا وقناعة منه بأن هذا النظام وطالما تمسك بسياسة الحديد والنار ضد الشعب الايراني، فقد صمم على مواجهة النار بالنار.
التعامل بمنطق القوة وأقصى الممارسات القمعية مع الشعب الايراني من قبل نظام الملالي وإصراره على ذلك على الرغم من ممارسته الکذب والخداع أمام العالم والتظاهر بأنه يٶمن بحقوق الشعب الايراني ويسعى من أجل جعله يعيش حياة جيدة، هذا المنطق الوحشي قد جعل الشعب الايراني يقتنع قناعة کاملة بأنه ليس أمامه من أي خيار للتعامل والتعايش مع هذا النظام سوى مواجهته والسعي من أجل إسقاطه، وهذا يعني فيما يعني بأن الشعب الايراني قد أصبح مقتنعا أکثر من أي وقت آخر بما کانت قد طرحته وأکدت عليه المقوامة الايرانية من إن إسقاط النظام هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الايراني وإنهاء الاوضاع السلبية التي يعاني منها منذ 45 عاما.
منطق الرفض ومقاومة ومواجهة نظام الملالي والذي أکدت وتٶکد عليه المقاومة الايرانية، صار هو المنطق المضاد السائد ضد النظام الايراني من جانب الشعب، ولذلك فإن الشعب ماض قدما بهذا الطريق حتى تحقيق هدفه الاهم بإسقاط النظام، وبهذا الصدد وبالتزامن مع الذكرى السنوية لأحداث نوفمبر 2019، التي راح ضحيتها حوالي 1500 شهيد من الشباب والنساء والمواطنين العزل، أطلق شباب الانتفاضة في إيران سلسلة من العمليات البطولية ضد مؤسسات النظام القمعية، تعبيرا عن وفائهم للشهداء واستمرارا في نضالهم ضد النظام. وشهدت أكثر من 20 مدينة إيرانية، من شمال البلاد إلى جنوبها، موجة من الهجمات المتزامنة على المراكز العسكرية، والبلديات، والمقار القضائية التي تلعب دورا رئيسيا في قمع الشعب.
ولم تعد المراکز المهمة والحساسة في مأمن من غضب الشعب الايراني ولاسيما وإن العمليات ال30 التي أسلفنا ذکرها قد استهدفت مواقع رئيسية تابعة للسلطات القمعية، من بينها مراكز قضائية وعسكرية وشخصيات تمثل النظام. وکمثال على ذلك، فإنه وفي طهران، تم تفجير مجمع القضاء “مدرس”، الذي يلعب دورا بارزا في إصدار أحكام قاسية ضد شباب المعارضة. كما شهدت أصفهان انفجارا آخر استهدف “مجمع لاجوردی” التابع للقضاء، وكذلك في محمدية قزوين وقلعة کنج في كرمان، حيث استهدفت مراكز قضائية لها دور كبير في قمع الشعب الإيراني.
وعلى نفس الصعيدفقد ترکزت العمليات على مراكز الباسيج، التي تعد القوة الشبه العسكرية التابعة لحرس النظام الإيراني. في مشهد، اشتعلت النيران في ثلاثة من مقار الباسيج التابعة للحرس النظام. كما أضرمت النار في مكتب ممثل البرلمان النظام في کلپايکان ومقار أخرى تابعة للباسيج في طهران، وأهواز، وسنندج، وزاهدان. وتعتبر هذه المراكز من بين المواقع التي يعتمد عليها النظام في قمع الشعب الإيراني وملاحقة المعارضين.