موقع المجلس:
شهد سجن إيفين في طهران في 13 نوفمبر 2024، تجمعًا تاريخيًا للسجينات السياسيات، حيث أطلقت أصواتهن وشعاراتهن تعبيراً يعكس التوترات القائمة بين النظام الإيراني والمجتمع، ويبرز صمود السجينات السياسيات وانهيار اعتماد النظام على الإعدام كأداة للحكم والسيطرة.
وجسدت شجاعة هؤلاء النساء، بتنظيمهن لهذه الوقفة الاحتجاجية داخل واحد من أكثر مراكز القمع شهرة، حقيقة عميقة: أن سياسة الإعدامات، التي كانت حجر الزاوية في بقاء النظام، أصبحت الآن رمزًا لفشله. طوال 46 عامًا، استخدم النظام الإعدامات لربط الدين بالسياسة في إطار حكمه الثيوقراطي، لكن هذه الاستراتيجية باتت تواجه مقاومة شرسة، حتى من داخل أسوار السجن.
ومن بين الشعارات البارزة التي هتفت بها السجينات: “حبل المشنقة حول جبال دماوند—لم يعد له أي أثر!”
يعكس هذا الشعار روح المقاومة التي لم تنكسر لدى السجينات، اللواتي حولن نضالهن إلى رمز للفخر الثقافي والتاريخي الإيراني. كما يشير إلى الصراع التاريخي بين القمع والأمل، وهو صراع تجسد بشكل واضح في هذا التجمع. وبينما يسعى النظام إلى قمع المعارضين بالإعدام، تصف السجينات أنفسهن بالعنقاء التي تنهض من رماد الشهداء لتواصل تحديها لسطوة النظام.
سلط هذا التجمع الضوء أيضًا على النضال الوطني الأوسع ضد التمييز المنهجي والظلم المتجذر في سياسات النظام تجاه النساء. وأكدت السجينات تضامنهن مع الحركة الوطنية للمساواة، وبرزن كقياديات في هذه المعركة من أجل العدالة: “جيل نساء إيفين—متحدات وعازمات—سنقف حتى إلغاء الإعدام!”و”المرأة—المقاومة—الحرية!”
تمثل السجينات السياسيات، اللواتي يرفضن الاستسلام للطغيان، الفئات الأكثر شجاعة وتقدمًا في المجتمع. وينبع صمودهن من التزامهن الراسخ بإلهام وتحفيز الآخرين، حيث تعبر مطالبهن بالحرية والعدالة وإلغاء الإعدام عن تطلعات المجتمع الإيراني ككل: يجب تحرير السجناء السياسيين—يجب إسقاط نظام الإعدام!
وبينما تستمر هؤلاء النساء في فضح ظلم النظام، فإنهن يمثلن مصدر إلهام لمجتمع يسعى لاستعادة حقوقه. شجاعتهن ووضوح رسالتهن يشكلان أملًا مشرقًا للإيرانيين المصممين على نيل حريتهم.
إن دعوة النساء الإيرانيات للمساواة والنضال ضد الديكتاتورية أصبحت حجر الزاوية للحركة الوطنية. أصواتهن، التي ترددت داخل أسوار سجن إيفين، تحمل وعدًا بمستقبل أكثر إشراقًا وحرية لإيران.