احتجاجات في ایران-آرشیف؛
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
يراود القادة والمسٶولون في نظام الملالي ولاسيما الملا خامنئي الخوف والقلق من جراء التطورات الدولية والاقليمية وقبل ذلك کله تزايد عملية الصراع والمواجهة الجارية ضد النظام دونما کلل أو ملل، خصوصا وإن النظام يتوجس ريبة من إندلاع إنتفاضة عارمة ضده من الممکن أن تقلب الطاولة على رأسه وتغير مسار الاحداث في إيران بإتجاه يجعل من بقاء وإستمرار النظام أمرا مستحيلا، ولذلك فإن النظام وکما هو دأبه دائما لايجد من مناص أمامه سوى مضاعفة الاجراءات والاحتياطات الامنية تحسبا من أي تطورات قد تجعله يفقد زمام المبادرة.
زيادة معدلات الخوف والقلق بين أوساط النظام وبشکل خاص من الدائرة المحيطة بالدکتاتور خامنئي، يأتي من حيث إن النظام قد بات في حکم الفاقد للقوة السابقة التي کان وکلائه في المنطقة يمتلکونها، وعلمهم جيدا بأن ما يجري في المنطقة يمهد لعهد ومرحلة جديدة لن يکون فيها لوکلاء نظام الملالي قوتهم ودورهم السابق وبشکل خاص تجاوزهم على الحکومات المتواجدة في بلدانها وجعل نفسها وصية على الدولة والسعي للإبتزاز.
هذا الوضع أو المشهد الجديد في المنطقة، يعتبر نقطة تحول نوعي من حيث سلب النظام واحدا من أهم الرهائز الاساسية التي کان يعتمد ويقف عليها بل وحتى يقوم بإستخدامها ليس ضد بلدان المنطقة وإنما حتى المجتمع الدولي من أجل الابتزاز. المعلومات الواردة من داخل إيران تٶکد بأن النظام يعيش حالة غير عادية وإنه في حالة إستنفار دائم ولاسيما وإنه يعلم جيدا بأن إندلاع أي إنتفاضة شعبية عارمة هذه المرة سوف تحظى بدعم وتإييد دولي غير مسبوق، وهذا ما يزيد وحتى يضاعف من خوف وقلق النظام خصوصا وإن الوعي السياسي للشعب الايراني قد تطور کثيرا وصار يفقه ويعي الالاعيب والسيناريوهات المشبوهة التي تحاك من حوله من أجل إجهاض نضاله في سبيل الجمهورية الديمقراطية التي ستضع حدا للدکتاتورية بوجهيها الملکي والديني على حد سواء.
في ظل ما ذکرناه آنفا، فإن النظام ومن أجل الاستعداد لمواجهة الاحتمالات المختلفة التي تنتظره، فإنه کالعادة لايجد أمامه من خيار سوى تشديد القبضة الحديدية وإستنفار قواته القمعية الى أبعد حد ويتزامن ذلك مع سعي وسائل اعلامه لشن حرب نفسية من أجل خلق حالة خوف وقلق وتردد بين أوساط الشعب الايراني، ولکن وإن کانت هناك الکثير من التجارب الحية بهذا الصدد التي تٶکد بأن هذا المسعى هو مسعى خائب ولن يتمکن أبدا من إيقاف الموج الهادر للشعب الايراني المتطلع للحرية والجمهورية الديمقراطية، ولعل مجرد التذکير بتنصيب خامنئ للسفاح المقبور رئيسي لکي يوقف النشاطات المضادة للنظام ويحول دون إندلاع إنتفاضة شعبية بوجهه کإمتداد لإنتفاضتي أواخر عامي 2017 و2019، لکن الذي حصل هو إندلاع إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي أثبتت بأن إرداة الشعب الايراني أقوى من ممارساته القمعية ومن قبضته الحديدية مهما تمادت وإن فجر التغيير قادم في إيران ولا محال من ذلك!