موقع المجلس:
بعنوان “النساء في طليعة التغيير في إيران”، عُقد في البرلمان البريطاني مؤتمر نظّمته لجنة النساء من أجل إيران حرّة. وشارك في المؤتمر عدد من أعضاء مجلس اللوردات البريطاني من مختلف الأحزاب، وشخصيات أكاديمية، وأعضاء بارزون من الجاليات الإيرانية. وركز المؤتمر على القمع والتمييز المنهجي الذي تواجهه النساء في إيران تحت حكم النظام الديني، وأعرب المشاركون عن تضامنهم مع النساء الإيرانيات اللواتي يقودن النضال من أجل الحرية والديمقراطية.
إدانة التمييز ودعم نضال النساء الإيرانيات من أجل الحرية
استهل المؤتمر بسلسلة من الخطابات التي أدانت القمع المتواصل للنساء في إيران، مؤكدين أن معاناة النساء الإيرانيات ليست قضية محلية فحسب، بل جزء من نضال أوسع من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية. وقد شدد الشخصيات المشاركة على ضرورة الدعم العالمي لمساندة أصوات النساء الإيرانيات اللواتي يظهرن شجاعة استثنائية في مواجهة القيود والمخاطر الكبيرة.
خطاب البارونة فيرما: دور المرأة في إحداث التغيير العالمي
أشارت البارونة فيرما، عضو مجلس اللوردات البريطاني ووكيل وزارة الدولة السابقة للتنمية الدولية، إلى التحديات التي تواجه النساء تحت النظام الإيراني. وأكدت أهمية الدفاع عن حقوق النساء عالميًا، داعية زملاءها في البرلمان إلى التصدي للظلم. وتحدثت البارونة فيرما عن صداقتها مع السیدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وعبّرت عن التزامهما المشترك بقضية حقوق المرأة الإيرانية.
وقالت في كلمتها: “النساء الإيرانيات يقاومن تحت ظلال التعذيب والسجن، ويواصلن نضالهن بلا خوف على حياتهن. وكيف يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي؟ لقد علّمنا التاريخ أن الشر ينتصر عندما يصمت الصالحون، ولقد انتصر الشر لفترة طويلة”. وأشارت إلى ضرورة التحرك الجاد، قائلةً: “يجب علينا كبرلمانيين حول العالم أن نتصرف بالشكل الصحيح وأن نرفع أصواتنا”.
كما دعت البارونة إلى تصنيف حرس النظام الإيراني كمنظمة إرهابية، وأكدت على أهمية خلق منصات تتيح للنساء التعبير عن آرائهن ومعارضتهن. وختمت بالقول: “العالم يتغير فقط عندما تكون النساء في مواقع القوة، ويتحسن العالم عندما يكون للنساء دور في صنع القرار. أنا أستمر في دعم النساء الإيرانيات كما أدعم النساء حول العالم لأن حقوق المرأة هي، بالنسبة لي، حقوق إنسانية يجب أن تتحقق”.
دعوة البارونة ريدفرن للصمود أمام القمع
أشارت البارونة ريدفرن، عضو مجلس اللوردات، إلى زيادة عمليات الإعدام والقمع المتزايد من قبل النظام الإيراني ضد النساء الإيرانيات. وجهت رسالة أمل وصمود للنساء الإيرانيات والشباب، قائلة: “إلى جميع الشعب الإيراني، وإلى النساء والفتيات الشجاعات، أدعوكم لعدم فقدان الأمل والسلام والرغبة في الحرية.” وأشادت بشجاعة النساء الإيرانيات، وأضافت: “أنتم تستحقون أن تكونوا جزءًا من عالم حر، ونحن كأعضاء في البرلمان وأصدقاء نقدّر شجاعتكم”.
البارونة هيوز: ناشطة ملتزمة بحقوق المرأة
في كلمتها، عبّرت البارونة هيوز، الوزيرة السابقة في حكومتي توني بلير وجوردون براون وعضو مجلس اللوردات، عن إعجابها بجهود النساء الإيرانيات. ووجهت شكرها للمنظمين على إتاحة الفرصة لدعم النضال وسماع المزيد عن “المقاومة المذهلة” للنساء الإيرانيات. وأشارت إلى أن النساء في جميع أنحاء العالم يواجهن تحديات في سعيهن لتحقيق المساواة والحقوق.
وقالت: “بصفتي امرأة، فإنني معجبة بشدة بما تقوم به النساء والفتيات الإيرانيات”. وأكدت دعمها لجهودهن، مشيرة إلى أن معركتهن تتجاوز مصالحهن الفردية، حيث “النساء الإيرانيات لا يقاومن فقط من أجل أنفسهن، بل يعلمن أن نضالهن لن ينتصر إلا عندما يتغير الوضع في إيران بالكامل”. وأضافت أن مقاومتهن تمثل دعمًا لحركة أوسع تهدف إلى تحقيق تغييرات جذرية في النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في إيران.
الدعم الصادق من البارونة ماير
قدمت البارونة ماير، عضو مجلس اللوردات، كلمة قصيرة، ولكنها مؤثرة، حيث قالت: “أنا هنا لأنني أؤيد النساء اللواتي يناضلن من أجل الحرية وإنهاء الديكتاتوريات”. وقد لاقت كلماتها صدى كبيرًا في الحضور، مؤكدة على الحاجة إلى الدعم الدولي في مواجهة الأنظمة الاستبدادية.
د. يانا سوليكوفا: منظور أكاديمي حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران
قدمت الدكتورة يانا سوليكوفا، الباحثة الأكاديمية، عرضًا حول الأساليب القمعية للنظام الإيراني، خاصة خلال الاحتجاجات في عام 2022. وأوضحت أن النظام يستهدف المعارضين السياسيين داخل وخارج إيران، مشيرة إلى عدم اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات كافية لمحاسبة هؤلاء المسؤولين. وتحدثت عن تقرير عام 2024 للمقرر الخاص للأمم المتحدة، البروفيسور جاويد رحمان، واعتبرته فرصة مهمة لتجديد الجهود لمساءلة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وناقشت سوليكوفا استخدام مبدأ الولاية القضائية العالمية لملاحقة قادة النظام الإيراني على جرائمهم، وأضافت: “لقد حان الوقت لإنهاء سياسة الاسترضاء مع إيران”. وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد انتهاكات النظام لحقوق الإنسان، ودعت إلى محاسبة دولية أشد.
مساهمات ممثلي المجتمع النسائي الإيراني
اختتم المؤتمر بعدد من الكلمات التي ألقتها ممثلات المجتمع النسائي الإيراني في المملكة المتحدة، حيث أكدن على دور المرأة الطليعي في نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية. وتحدثن عن التضحيات التي قدمتها النساء في إيران، وأعربن عن التزامهن بمواصلة النضال من أجل إيران حرة.
وكان مؤتمر “النساء في طليعة التغيير في إيران” تذكيرًا قويًا بشجاعة وإصرار النساء الإيرانيات. وقد أكد الحدث على أهمية التضامن الدولي، حيث عبّر المتحدثون من خلفيات متنوعة عن دعمهم للنساء الإيرانيات ونددوا بالقمع المنهجي الذي يمارسه النظام. وأجمع المشاركون على أن الطريق نحو الحرية والمساواة في إيران لا يزال مليئًا بالتحديات، لكن الروح الصامدة للمرأة الإيرانية تفتح باب الأمل لمستقبل أفضل.