موقع المجلس:
استنادًا إلى بحث من موقع Conversation بتاريخ 9 نوفمبر 2023، حسب ما جاء في تقرير من رويترز، تم انتخاب دونالد ترامب مرة أخرى كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، مما يمثل عودة كبيرة للسلطة في أمة مستقطبة بعمق. لم تكن هذه الفوز مجرد إنجاز شخصي لترامب فحسب، بل تعكس أيضًا واحدة من أكثر العودات السياسية الملفتة في تاريخ الانتخابات الأمريكية الحديثة.
وعلى الرغم من أن كامالا هاريس كانت منافسته، إلا أن الانتخابات في نهاية المطاف كانت بمثابة استفتاء على ترامب نفسه. حيث فاز بأصوات الناخبين بفارق يقارب 5 ملايين صوت، وهو هامش كبير يؤكد استمرار جاذبيته بين جزء كبير من الناخبين الأمريكيين. لا يمثل فوز ترامب حدثًا معزولًا فقط؛ بل يرمز إلى تعبير سياسي أوسع عن الاتجاه الذي يرغب جزء من الشعب الأمريكي في أن تسير فيه البلاد.
وفيما يتعلق بتوجهاته السياسية، أكد ترامب التزامه بسياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران. هذه الاستراتيجية تسعى لتكثيف العقوبات والضغوطات الدبلوماسية القائمة بالفعل بهدف كبح طموحات إيران النووية وتأثيرها الإقليمي. وعلاوة على ذلك، يعتزم ترامب متابعة صفقة تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، مدعومة بالتزامات دفاعية أمريكية، والتي يمكن أن تعيد تشكيل ديناميكيات الشرق الأوسط إذا تمت بنجاح.
وأبرزت رويترز أيضًا الموقع التاريخي لترامب، حيث من المقرر أن يصبح أول رئيس أمريكي منذ جروفر كليفلاند قبل 130 عامًا يخدم فترتين غير متتاليتين. ستكون مراسم تنصيب ترامب في 20 يناير 2025 حدثًا بارزًا، حيث تمثل استمرارًا لرئاسة كانت مثيرة للجدل وذات تأثير كبير. تناقض هزائمه السابقة في الاقتراع الشعبي أمام هيلاري كلينتون في عام 2016 وجو بايدن في عام 2020 بشكل حاد مع فوزه في 2024 على كامالا هاريس بنحو 5 ملايين صوت، مما يوضح تحولًا ملحوظًا في مشاعر الناخبين.
وليس فوز ترامب فقط انتصارًا ولكنه قاطع في بلد شهد تقسيمات سياسية متزايدة. قدرته على تحريك جزء كبير من الناخبين تتحدث عن تأثيره وتردد منصات سياسته مع العديد من الأمريكيين. مع استعداده لأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض، ستُراقب تداعيات سياساته، سواء الداخلية أو الدولية، عن كثب من قبل الحلفاء والخصوم على حد سواء. من المحتمل أن يُذكر هذه الفترة في السياسة الأمريكية كزمن للتغيير الكبير وأحيانًا المثير للجدل، مما يشكل ليس فقط الولايات المتحدة ولكن علاقاتها حول العالم.