الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع مرور الزمن يتبين حقيقة أن نظام الملالي لايمکن أبدا أن يجري إعادة تأهيله وأن يتأقلم مع بلدان المنطقة والعالم، ومخطئ من يتصور بأن هذا النظام سوف يتوف عن تنفيذ مخططاته المشبوهة بمجرد توقيعه على إتفاقيات مع هذا البلد أو ذاك، بل إنه کان ولازال مثال حي لذلك المجرم والمحتال المخادع الذي يوقع بيد ويتآمر بالاخرى!
بلدان المنطقة والعالم قد فعلوا أکثر من اللازم في سبيل أن يتخلى هذا النظام عن نهجه المشبوه ولعل سياسة الاسترضاء الغربية کانت ذروة هذه المحاولات الفاشلة والتي لم تکن سوى مجرد دوران في حلقة فارغة، والحقيقة إن هذا النظام أثبت منذ بداية تأسيسه بکونه نظاما دمويا إستبداديا معاديا للمبادئ والقيم الإنسانية والحرية والديمقراطية ولاسيما بعد أن بذلت منظمة مجاهدي خلق مساعيها المخلصة لحث خميني والنظام عن نهجه الدکتاتوري وأن لايسير على خطى سلفه نظام الشاه، لکن إجابة خميني ونظامه لم تکن القبول وتفهم ذلك بل کانت بفتح أبواب السجون وإعداد المشانق للمنظمة، وتلك کانت الحقيقة المرة التي کان على المنطقة والعالم العمل في ضوئها وليس في ضوء السياسات المخادعة وذات الطابع النفاقي للنظام والتي عملت وتعمل من أجل ضمان بقاء النظام.
لأکثر من مرة، صدر عن قادة هذا النظام الدکتاتوري الارعن تصريحات تٶکد بأن هذا النظام جاء ليبقى، وإنه سيضحي بکل شئ من أجل البقاء، وحتى إنه يستخف بدماء وفناء الالاف ويعتبرهم کضرورة من أجل بقاء وإستمرار نهجه الدموي بل وحتى إن أحد الملالي قالها وبصورة صريحة بأن الموت والدمار الذي حصل في غزة لايهم وإنما الاهم هو الاستمرار!!!
هذا النظام الديماغوجي، قاد ويقود المنطقة الى نفق مظلم والى حلقة مفرغة من الموت والدمار والعبث والفوضى الذي لا نهاية له طالما هو في الحکم، والمثير للسخرية والاستهزاء إن هذا النظام يريد من شعوب المنطقة أن يٶمنوا بهذا النهج البربري ويعتبرونه طريقا وسبيلا للحياة والمستقبل!
مراجعة 45 عاما من تأريخ هذا النظام يٶکد بأنه أکبر خطر وتهديد حقيقي للمنطقة بشکل خاص وللعالم وهو إستمد ويستمد دوام بقائه من إستمرار تهديده وإبتزازه للمنطقة والعالم ولايمکن له أن يتغير أبدا وحتى إن مزاعم الاصلاح والاعتدال التي قام بتسويقها لأربعة فترات رئاسية والتي خدع من خلالها العالم بإمکانية حدوث التغيير من قبل هذا الجناح المشبوه في النظام، قد تبددت بعد فشلها في خداع الشعب الايراني والمنطقة والعالم، وخلاصة القول إن هذا النظام کان وسيبقى أکبر مصدر تهديد للأمن والسلام والتعايش السلمي في المنطقة والعالم ولايمکن الخلاص من شره إلا من خلال مواجهته وإن المواجهة الامثل هي من خلال دعم وتإييد نضال الشعب الايراني ومجاهدي خلق من أجل الحرية والتغيير وإسقاط النظام.