الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع تأسيس نظام الملالي، فإنه لم يقم بالتأسيس لما يمکن أن يساهم بخدمة الشعب الايراني ورفاهيته وضمان تقدمه وإزدهاره، بل إنه منح الاولوية وبصورة ملفتة للنظر لکل ما يمکن أن يخدم النظام ويساهم في المحافظة عليه وضمان بقائه وإستمراره، ويبدو إن النظام ومنذ الايام الاولى من تأسيسه قد تيقن من إنه من دون الممارسات القمعية بحق الشعب الايراني لايمکنه البقاء ولاسيما عندما قامت النساء الإيرانيات بتظاهرة کبيرة في طهران ضد قيام النظام بفرض الحجاب الاجباري، والممارسات القمعية شملت معظم شرائح وطبقات الشعب الايراني دونما إستثناء خصوصا من حيث تزايد الاعتقالات التعسفية والتعذيب في السجون والاعدامات التي کانت تنفذ على قدم وساق دونما إنقطاع، ولکي يفرض نفسه کأمر واقع على الشعب الايراني ويثبت مقبوليته قام بتدخلاته في بلدان المنطقة من خلال تصدير التطرف والارهاب إليها وإثارة الحروب والازمات فيها، وحتى إنه قد لجأ أحيانا الى تهديد الشعب الايراني في حالة الانتفاض والثورة ضده بالاحزاب والميليشيات التي قام بتأسيسها في بلدان المنطقة.
الممارسات القمعية والتدخلات في بلدان المنطقة، وکما هو قد أصبح معروفا عن هذا النظام بمثابة رکيزتين أساسيتين له، لکن من الملفت للنظر هنا بأنهما کانا سببا في زرع إعتقاد وقناعة بمشبوهية هذا النظام وعدوانيته المفرطة ولعل إصدار 70 قرارا أمميا ضد إنتهاکاته المختلفة لحقوق الانسان وأحکام الاعدامات، مثلما إن تدخلاته في بلدان المنطقة وتصديره للتطرف والارهاب قد واجها رفضا وإدانة دولية مستمرة ولاسيما وإنهما قد تسببا بجلب الفوضى والاضطرابات والمظاهر السيئة الاخرى المرافقة لذلك لبلدان المنطقة.
نظام الملالي ومن أجل ضمان بقائه فقد إعتمد وبصورة أساسية على هاتين الرکيزتين وحتى إنه قد تمادى من حيث ترکيزه عليهما خصوصا وإنه کان يستخدم رکيزة التدخلات وتصدير التطرف والارهاب من أجل مشاغلة الشعب الايراني به وصرف نظره عن معارضته والانتفاض ضده، وکما هو معروف فإن الانظمة الدکتاتورية التي تعتمد على الممارسات القمعية وسلب الحقوق، فإنها في نهاية المطاف ونتيجة لخطأ أو أخطاء معينة قد ترتکبها تتسبب في سقوطها، فإن نظام الملالي ومن خلال تدخلاته في بلدان المنطقة وإثارته للحروب والازمات فيها قد إرتکب خطأ من هذا النوع ولاسيما وإن إثارته للحرب الاخيرة قد جاءت أساسا من أجل المحافظة على النظام وإبتزاز المجتمع الدولي، غير إن الامور لم تجري بما کان النظام ينتظره ويعتقده إذ وکما يقول المثل فقد إنقلب السحر على الساحر وصار أمام شر أعماله، ومن دون شك فإن المنطقة والعالم أمام منعطف حساس من حيث التعامل والتعاطي مع هذا النظام الذي يجب القول بأن مجرد بقائه يعني إستمرار الاوضاع السلبية على ما هي عليها وإن دابر الشر والعدوان ورأس الثعبان في طهران ومن دون سحق رأس هذا الثعبان لايمکن للمنطقة أن تتنعم بالامن، وهو أمر أکد عليه زعيم المقاومة الايرانية السيد مسعود رجوي قبل 40 عاما.