الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
کما هو واضح وطوال ال45 عاما المنصرمة، فإن الامر المسلم به في إيران، هو إن ما يسمى بجهاز الحرس الثوري کان ولازال يتولى المهمة الاساسية في المحافظة على نظام الملالي وردع أعدائه وتجنيبه کل أسباب السقوط والانهيار، ومن أجل ذلك فإن النظام قد منح الاولوية لهذا الجهاز من کل النواحي وحتى إن جعله يسيطر على أکثر من 60% من الاقتصاد الايراني، قد جاء لهذه الاسباب.
هذا الجهاز الذي عمل النظام من خلال وسائل إعلامه ووفق برنامج منظم تم التخطيط له مسبقا، على تصويره بأنه جهاز منيع لا يمکن قهره أو إختراقه وإنه ليس فقط بمثابة الصندوق الاسود للنظام بل وحتى إنه کالطلسم الذي لايمکن أبدا کشف أسراره! ومن دون شك فإن الکثير من التهويل قد رافق هذا التضخيم لقوة ومناعة هذا الجهاز لأنه يساهم بصورة وأخرى في إظهار الجهاز وکأنه يمتلك قوة خارقة لا يمکن قهرها وهو ما يٶدي دوره بالضرورة في الحرب النفسية التي يخوضها النظام بضراوة ضد ليس معارضيه فقط بل وحتى ضد الشعب الايراني ذاته الذي يصر على مطلبه بإسقاط هذا النظام وإلحاقه بسلفه نظام الشاه.
هذا التهويل المنظم لهذا الجهاز القمعي بدأ يتلاشى رويدا رويدا ولاسيما بعد إنتفاضات 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، و16 سبتمبر2022، ولاسيما الانتفاضة الاخيرة التي دامت لأکثر من 6 أشهر مما أثبت بأن جهاز حرس النظام وأجهزته القمعية الاخرى وعلى الرغم من أن هذا الجهاز قد قام ببذل أقصى ما في وسعه من أجل قمع الانتفاضة وإخمادها لکنه رغم ذلك واجه مقاومة إستثنائية من جانب الشعب ولاسيما وإن الهجمات النوعية التي قامت بها وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة على مقرات ومراکز حرس النظام والباسيج وأجهزته الامنية الاخرى، ساهمت بتحطيم الهالة الاسطورية المزيفة التي صورها النظام کذبا وزيفا بالنسبة لحرسه بشکل خاص.
جهاز الحرس لنظام الملالي ولاسيما بعد أن ظهر بأنه مخترق أکثر من أي جهاز أمني آخر وحتى إن وکلائه في المنطقة ولاسيما حزب الله اللبناني، مخترقون أيضا والانکى من ذلك إن الاختراق قد وصل الى أعلى المستويات، ولکن الملاحظة المهمة والتي يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار والاهمية هي إن الشعب الايراني والمقاومة الايراني، لم يبنيا على أساس إن هذا الجهاز مخترق وما شابه، بل إنهم وفي عز تأکيد النظام على قوته ومناعته فإنهم کانوا يواجهونه ويقفون ضده بکل بسالة.
اليوم وبعد سلسلة الفضائح التي طالت جهاز الحرس ووکلائه في المنطقة ولاسيما حزب الله اللبناني، ولاسيما حادثة البيجر وسلسلة الاغتيالات التي طالت رموزا قيادية ليس لوکلاء النظام وإنما لقادة في حرس النظام أيضا، وهو ما أثبت الکذب والخداع والتزييف الذي کان يمارسه النظام على مر السنين السابقة من أجل إظهار قوة وهمية لجهاز صار يظهر على حقيقته وإنه کالنظام مجرد نمر من ورق!
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.