صوت العراق – محمد حسين المياحي:
النظام الايراني ومنذ تأسيسه صار موضع شك وريبة من قبل المجتمع الدولي عموما والبلدان الغربية والاوربية خصوصا، ولاسيما بعد أن باتت العمليات والنشاطات ذات الطابع الارهابي في المنطقة وفي بلدان الاتحاد الاوربي وحتى في أمريکا اللاتينية وأفريقيا تحدث أو حتى تتکرر بين فترة وأخرى وثبوت تورط العناصر التي قامت بهذا النشاطات بالنظام الايراني وبجهاز الحرس الثوري تحديدا.
ومنذ البداية ولأن هذه النشاطات الارهابية قد لفتت الانتباه کثيرا وحتى أثارت الدهشة والتعجب لأن هناك نظام يقف خلفها ويحرص على دوام مواصلتها وإستمرارها وهو تطور إستثنائي لأنه لم يجر في التأريخ الحديث والمعاصر بأن أقدمت دولة ما على الوقوف خلف النشاطات الارهابية ودعمها وتإييدها بمختلف الطرق والاساليب، لکن وبعد أن طفح الکيل بالبلدان الغربية عموما والاوربية منها بشکل خاص، من جراء تکرار النشاطات الارهابية على أراضيها، فقد لجأت الى سياسة فرض العقوبات على النظام الايراني، لکن هذا النظام وعلى طريقة القط والفأر، فقد حرص بطرق وأساليب ملتوية ومخادعة على إستمرار نشاطاته لکن مع حرصه الشديد على أن يبقى بعيدا عن دائرة الشك وتوجيه التهم إليه، غير إن ذلك لم يکن کافيا ولاسيما بعد سعي النظام الايراني في عام 2018، الى التخطيط لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس من نفس ذلك العام والذي قام بالاشراف عليه وتوجيهه أسدالله أسدي، السکرتير الثالث لسفارة النظام في النمسا.
وبعد الاحداث والتطورات الاخيرة في المنطقة من جراء الحرب المدمرة في غزة والتي ينظر الى النظام الايراني کطرف وعامل مهم في إثارتها، فإن هذا النظام ومن أجل إبتزاز المجتمع الدولي عموما والاوربية منها خصوصا لجأ الى القيام بنشاطات إرهابية دفعت رئيس الوزراء السويدي لدعوة بلدان الاتحاد الاوربي الى تبني موقف رادع من النظام الايراني وذلك لضلوعه في نشاطات إرهابية مختلفة في السويد وحتى إنه وفي الاجتماع الاخير الذي عقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، كان دور النظام الايراني ووکلائه في بلدان المنطقة، وخاصة حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، محورا رئيسيا للنقاش، مع ملاحظة إن هذه الجماعات، أو على الأقل أجنحتها العسكرية، تنظيمات إرهابية في نظر الاتحاد الأوروبي.
لکن الذي يثير الاستغراب وحتى يبعث على السخرية هنا، إنه ومع إعتبار وکلاء النظام أو أجنحتهم العسکرية بمثابة تنظيمات إرهابية، فإنه من الاهم من ذلك معرفة حقيقة إن هذه التنظيمات تخضع وبصورة طبيعية وتلقائية للنظام الايراني وترتبط إرتباطا وثيقا بالحرس الثوري الايراني، ومن غير الممکن بل وحتى امن المستحيل أن يقوم وکلاء النظام وأجنحته العسکرية بأي نشاط إرهابي من دون تلقي أمر أو ضوء أخضر من أجل القيام بذلك النشاط، ومن هنا فإنه إذا ماکانت الاجنحة العسکرية لوکلاء النظام تعتبر تنظيمات إرهابية، فإن الحرس الثوري للنظام الايراني بإعتباره جناح عسکري للنظام ومن إنه يرتبط بهذه التنظيمات ويقوم بتوجيهها، فإنه الاولى بإدراجه ضمن قائمة المنظمات الارهابية خصوصا وإن المقاومة الايرانية قد قدمت الکثير من الادلة التي تثبت ضلوع وتورط هذا الجهاز في النشاطات الارهابية.