صوت العراق – محمد حسين المياحي:
مع حالة التناقض والتخبط غير العادي الذي بات يطغي على التصريحات المختلفة من جانب المسٶولين في النظام الايراني على أثر ما قد يمکن أن ينجم ويتداعى عنه الهجوم الاسرائيلي المحتمل ردا على الهجوم الذي قام به النظام الايراني ب200 صاروخ، فإن الذي يلفت النظر کثيرا، هو تعالي الاصوات من داخل النظام مطالبة بتصنيع السلاح النووي من أجل المحافظة على النظام، لکن في نفس الوقت هناك تأکيدات من داخل النظام تشير الى عکس ذلك!
التصريحات المتضاربة والمتباينة في تشددها وتطرفها أو في إعتدالها، تٶکد قلق غير مسبوق ناجم عن ترقب الهجمة الاسرائيلية ضدهم، لکن الذي يجب الانتباه له إن الخوف ليس من الهجمة بل من إحتمال ما قد يتداعى عنها من حيث تأثيرها على الشارع الايراني الذي صار يضيق ذرعا بمغامرات هذا النظام وولعه الشديد بإثارة الحروب والازمات في المنطقة والعالم ولاسيما وإنه يعلم بأن أمواله ومقدراته يتم صرفها على تلك المغامرات وبالاخص على وکلائه في المنطقة والذين يمکن تشبيههم بطفيليات على إقتصاد ومعيشة الشعب الايراني.
الاوضاع المضطربة والتي في طريقها لتضطرب أکثر، لم تعد تقلق بلدان المنطقة بقدر ما تثير قلق ومخاوف القادة والمسٶولون في النظام الايراني لأنهم يعلمون جيدا مدى کراهية الشعب لهم ورغبتهم الکبيرة جدا في زوالهم ولأن هناك أيضا معارضة قوية ذات شعبية ضدهم وتتمثل في المقاومة الايرانية التي تواصل نشاطاتها وتحرکاتها المختلفة من أجل التسريع في عملية إسقاط هذا النظام وتخليص الشعب الايراني من شره المستطير، ومن هنا فإن النظام يتخوف کثيرا من إن أي حدث أو تطور غير عادي يمکن أن يخرج الامور عن سيطرته، ويرى في ذلك خطرا وتهديدا إستثنائيا على مصيره، ولهذا يحاول النظام بکل الطرق والاساليب من أجل تدارك حدوث هکذا أمر والحيلولة دونه.
القلق غير المسبوق من جانب القادة والمسٶولين في النظام الايراني، يأتي لأن الاوضاع العامة في إيران غير مستقرة أساسا وهي قابلة للإنفجار في أية لحظة وإن الاجواء العامة في البلاد کلها مناسبة ومهيأة لذلك تماما، وإن أي حدث طارئ يمکن أن يصبح کالشرارة التي تشعل النار في الهشيم، غير إن الملاحظة المهمة هنا هي إن مصير النظام ليس مرتبط فقط بحدوث أو عدم حدوث حدث أو تطور خارجي يمکن أن يٶثر سلبا على إندلاع إنتفاضة نوعية ضده، بل إن مصيره مرتبط أساسا بموقف الشعب والمقاومة الايرانية منه والذي يسعى جاهدا بکل الطرق من أجل حسم الامر وجعل هذا النظام يواجه نفس المصير الذي واجهه سلفه نظام الشاه.








