الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
في ظل تفاقم الازمات السياسية والاقتصادية وإزدياد حدتها في قمة النظام الرجعي الحاکم في إيران وعدم تمکن النظام من أن يفعل أي شئ حيال ذلك ولاسيما مع الضربات الموجعة جدا التي بات عملائه في المنطقة يتلقونها، فقد ازدادت وتيرة الاحتجاجات الشعبية في البلاد بصورة ملفتة للنظر.
الملاحظة المهمة التي يجب الانتباه لها جيدا هي أن نهاية مسرحية الانتخابات وبدء ولاية الحكومة الجديدة قد دلت بصورة أكثر وضوحا أن هذا النظام في مأزق كامل، وأن حكومة خامنئي الجديدة لم تقدم أي حلول للأزمات المتفاقمة.
منذ تنصيب بزشکيان کرئيس للنظام فإن الملا خامنئي حاول بکل ما في وسعه من أجل الإيحاء بأن النظام أقوى من أي وقت مضى ومن إنه ماض من أجل تحقيق أهدافه ولکن لايبدو إن هناك أية مصداقية لکلامه هذا على أرض الواقع إذ أن الذي جرى ويجري هو على العکس من ذلك تماما فهو يٶکد بأن أوضاع النظام أکثر سوءا من أي وقت آخر وإن الامور تجري بإتجاه لا يمکن أبدا للنظام أن يٶکد بأنه في صالحه کما يزعم الملا خامنئي کذبا وزورا.
عند النظر والتمعن في التقرير الشهري لشبکة يران آزادي (إیران الحرة) وشبكة مراسليها داخل البلاد، وملاحظة الملخص الشهري لجميع الاحتجاجات التي شهدتها إيران خلال شهر سبتمر2024، فإن هذا التقرير يٶکد فيما يٶکد على إن هذه الاحتجاجات تعطي إنطباعا کاملا بخصوص حالة الاستياء الاجتماعي المتزايد في البلاد.
في شهر سبتمبر 2024، وکما ورد في هذا التقرير، فقد تم توثيق ما لا يقل عن 412 احتجاجا في جميع أنحاء البلاد.
والتوزيع الکمي للإحتجاجات کما ورد في هذا التقرير هو على الشکل التالي:
– العمال: 159 احتجاجا.
– المتقاعدون: 112 احتجاجا.
– أصحاب المتاجر: 11 احتجاجا.
– الممرضات: 10 احتجاجات.
– المزارعون: 6 احتجاجات.
– المعلمون: 6 احتجاجات.
– سائقو سيارات الأجرة: 3 احتجاجات.
– سائقو الشاحنات: احتجاجان.
– مربي الماشية: احتجاج واحد.
– قطاعات أخرى: 102 احتجاجا.
وعند ملاحظة هذا التوزيع الکمي فإن الاستنتاج الذي يمکن الخروج به من وراء ذلك هو إن الاحتجاجات قد شملت معظم الشرائح والطبقات الاجتماعية بمعنى إنها عکست تحرکا شعبيا شاملا للشعب الايراني بمختلف شرائحه وطبقاته ضد النظام ولم تقتصر على شريحة أو طبقة محددة، وهو ما يبين بأن قاعدة الرفض الشعب لهذا النظام عامة والاهم من ذلك إنها تشمل سائر أرجاء إيران وليس على مناطق محددة وهو الامر الذي يٶکد حقيقة إن الاوضاع في إيران تسير بإتجاه مقلق جدا بالنسبة للنظام وحتى من إنها سوف تحدد مصيره الذي لن يکون إلا السقوط!