الإثنين, 11 نوفمبر 2024

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارنظام وأوضاع خارجة عن السيطرة

نظام وأوضاع خارجة عن السيطرة

صورة لاحراق محطة وقود في ایران- آرشیف-

أزمة المنطقة فرصة للنظام الإيراني للتنفيس عن الوضع الداخلي المحتقن.

میدل ایست اونلاین –منی سالم الجبوري:

ليس هناك من أمرين يشبهان بعضهما البعض، كما هو الحال مع النظام الايراني ومع الاحداث والتطورات الخطيرة الجارية في المنطقة، والذي يجمعهما في بوتقة شبه واحدة إن كلاهما خارجة عن السيطرة ويسيران باتجاه المجهول.

منذ الايام الاولى لعودة الخميني الى إيران وتأسيسه لنظام ولاية الفقيه، فإن هذا النظام لم يكن بالمرة نظاما إعتياديا يمكنه التعايش والتأقلم مع بلدان المنطقة والعالم ومع روح العصر، بل كان نظام يشذ عن كل ذلك، وشذوذه ليس فقط في توجهاته السياسية ـ الفكرية فقط بل وحتى في كونه خارج عن السيطرة إذ أن كل المساعي والمحاولات من أجل إعادة تأهيل هذا النظام وجعله يتأقلم مع المحيطين الاقليمي والدولي باءت بالفشل الذريع والقصة بدأت أيام سياسة الاحتواء المزدوج التي شرعت بها إدارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون من أجل إحتواء النظام العراقي أيام صدام حسين والنظام الحالي في إيران، وفشل هذا الاحتواء مثلما فشل أكثر من ذلك سياسة الاسترضاء التي إتبعتها الدول الغربية بعد ذلك من أجل دفع هذا النظام بإتجاه التخلي أو حتى التخفيف من مراميه وأهدافه المشبوهة.

الملاحظة التي نلفت النظر إليها وندعو لأخذها بنظر الاعتبار والاهمية، هي إن هناك ترابطا جدليا غير عادي بين النظام الايراني وبين الاحداث والتطورات الخطيرة الجارية الان ولاسيما بعد إغتيال حسن نصرالله، رجل إيران الاول في المنطقة ورمزها الأهم. لكن بقدر ما يمكن التأكيد على العلاقة الجدلية بين هذين الامرين، فإن النظام الايراني وإن سعى في ظاهر أمره ومن خلال شعاراته البراقة وتصريحاته النارية الى إبراز نفسه كطرف معني بما يجري في لبنان وغزة، لكنه وفي الحقيقة والواقع ليس إلا كأبن آوى يعمل بكل الطرق من أجل النأي بنفسه عن هذه النار المستعرة والمحافظة على نفسه من إحتراق مؤكد بإنتظاره.

مخطئ من يتصور بأن النظام الايراني يركز إهتمامه حاليا على الحريق المشتعل في غزة ولبنان وإحتمال إمتداده الى العراق واليمن، إذ أن جل إهتمام هذا النظام هو على أوضاعه الداخلية بالغة التأزم، والتي صار النظام يتخوف منها كثيرا بعد أن وصل مسار الاحداث والتطورات المشتعلة من غزة الى لبنان والتبرم الواضح للشعب الايراني من ذلك وعدم رغبتهم بإقحام إيران نفسها في هذه المحرقة التي يعلمون جيدا بأنها من صنع النظام.

تخوف النظام الواضح جدا من التدخل في مجريات الاحداث والتطورات الجارية في المنطقة وبصورة مباشرة، صارت مسألة واضحة جدا ولا تحتاج الى البحث والدراسة والشرح، إذ أن الصورة صارت واضحة جدا، ولاسيما وإن في إيران وفي خضم تفاقم الازمة الاقتصادية وبشكل خاص في ضوء أزمة البنزين التي تثير المخاوف من إندلاع إحتجاجات قد تكون أقوى وأعنف من التي حدثت في 15 نوفمبر2019، فإن النظام يقف الان في منعطف حرج جدا لا يمكن تجاوزه من دون دفع ثمن يمكن وصفه بأكثر من المؤلم ذلك إنه إن لم يفعل ذلك فإن الاجواء في إيران مهيأة كلها لتكرار ما حدث في عام 1978، أي العام الذي سبق الثورة الايرانية!