السفاح الهالک ابراهیم رئيسي-
صوت کوردستان – منى سالم الجبوري:
عندما بادر المرشد الاعلى للنظم الايراني بالتمهيد لجعل ابراهيم رئيسي، رئيسا للنظام، فإن خامنئي لم يقم بذلك إعتباطا بل لأنه أدرك بأن الاوضاع في البلاد وبعد إحتجاجات أواخر عامي 2017 و2019، ذاتا الصبغة السياسية الرافضة للنظام، تسير بإتجاه بالغ الخطورة ويجب التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة ولاسيما وإن الفاصل الزمني بين الاحتجاجين قصير نسبيا.
إجلاس إبراهيم رئيسي في منصب الرئيس، وهو من الحرس القديم للنظام والمعروف بتشدده البالغ ولاسيما إنه کان أحد أعضاء لجنة الموت التي أبادت آلاف السجناء السياسيين، کنا بمثابة رسالة واضحة جدا من خامنئي تحديدا للشعب والمعارضة الايرانية النشيطة من أنه قد طفح الکيل بالنظام وإن الامور کلها ستسير وفق اسلوب ومنطق القبضة الحديدية، والذي لفت لنظر هنا إن رئيسي بدأ مشواره بأسلوب من يظهر الابتسامة ويخفي الغضب والتجهم لأنه کان أساسا مکلفا بالقيام بسياسات محددة له سلفا من قبل خامنئي.
السياسات التي أشرنا لها آنفا، يمکن تحديدها وترکيزها في ثلاثة محاور أساسية هي:
ـ وجوب جعل کافة أجهزة ومرافق الدولة، بما في ذلك كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية والميزانية وإمكانيات البلاد، تحت سيطرة الحرس والمؤسسات الخاضعة للمرشد الاعلى. علما بأنه وقبل وصول حكومة رئيسي إلى السلطة، كان 50% من الاقتصاد الإيراني تحت سيطرة هذه الأجهزة، ولكن بعد وصوله إلى الحكم، أصبحت كافة إمكانات الدولة بشکل وآخر تحت سيطرة الحرس والمؤسسات التابعة لخامنئي. الهدف من ذلك لم يكن سوى إعطاء حرية كاملة لخامنئي وأجهزته من التصرف بکل ثروات وإمکانيات إيران الى جانب السلطة وفقا لما يرتئون.
ـ حکومة رئيسي، کانت مکلفة أيضا بمهمة جعل کافة إمکانيات الدولة للحرس ووزارة المخابرات والاجهزة الامنية والسلطة القضائية وغيرها لضمان حدم حدوث أية إحتجاجات مناوئة للنظام.
ـ إتاحة وتوفير القدرات السياسية الاوقتصادية واللوجستية للحکومة من أجل إثارة الحروب في المنطقة وزيادة التدخلات وزيادة دعم وتإييد أذرع النظام في بلدان المنطقة.
هذه السياسات التي يجب على بزشکيان وحکومته أخذها بنظر الاعتبار وجعلها برنامج عملها الذي يجب أن ينفذ حرفيا، يبدو أن خامنئي وبعد مرور شهرين على مباشرة بزشکيان بمهام منصبه، صار الشك يعتريه ويتخوف من أن يفشل في مهمته المصيرية هذه، ولذلك وفي إجراء غير مسبوق، بادر خامنئي الى تعيين محمد مخبر، النائب الأول لإبراهيم رئيسي، ليكون مستشارا ومساعدا له في منصب أعلى من مسعود بزشكيان، الرئيس الجديد المعين من قبل خامنئي نفسه، وهذا الاجراء لو قمنا بتحليله بصورة منطقية، فإنه يعد بمثابة إنشاء حکومة موازية في مکتب خامنئي بهدف ضمان تنفيذ خططه وبرامجه الخاصة في حکومة بزشکيان!