موقع المجلس:
شهدت منطقتا هيرمند وخاش في محافظة سيستان وبلوشستان، يوم الأحد 29 سبتمبر 2023، هجومين مسلحين منفصلين، أسفرا عن مقتل ضابطين من قوات القمع الإيرانية. وقد تم الإبلاغ عن الحادث أولاً من قبل وكالات الأنباء الحكومية، التي قدمت تفاصيل عن الأحداث العنيفة.
ذكرت وكالة الأنباء الرسمية للنظام أن خلال مواجهة بين حرس الحدود في مركز حدود ماكي في هيرمند وأفراد مسلحين، قُتل ضابط الأمن أمير محمد أميري. بالإضافة إلى ذلك، أعلن مركز الإعلام التابع لقيادة الأمن في محافظة سيستان وبلوشستان في بيان أن الضابط رامين ولايتي، عضو الوحدة الخاصة في خاش، قُتل أيضًا في نفس اليوم جراء إطلاق نار.
وفي حادث آخر متعلق بذلك في اليوم نفسه، أعلنت جماعة جيش العدل المسلحة مسؤوليتها عن هجوم مسلح على سيارتين لقوات الشرطة في مدينة راسك. وفي بيان للجماعة، جاء فيه: «نجح أبناء الإيمان والجهاد الجاري في بلوشستان في استهداف وحدة دورية من قوات القمع الخاصة (مرصاد) المكونة من سيارتين عند تقاطع بارود في راسك». ورغم أن الجماعة ذكرت أن الكمين أدى إلى استهداف ما لا يقل عن 15 شخصًا من أفراد الدورية، إلا أن العدد الدقيق للخسائر لم يُحدد بعد.
وأصبحت محافظة سيستان وبلوشستان بؤرة للعنف والاحتجاجات، وذلك بشكل خاص بسبب التمييز والفقر الذي فرضه النظام الإيراني على سكان هذه المنطقة. وتُعد سيستان وبلوشستان واحدة من أفقر المحافظات في إيران، وتعيش تحت وطأة تهميش اقتصادي واجتماعي حاد، حيث يعاني سكانها من ارتفاع معدلات البطالة، وانعدام الفرص الاقتصادية، وضعف البنية التحتية، مما يزيد من الإحساس بالإهمال من قبل الحكومة.
التمييز في هذه المنطقة ليس مقتصرًا على الجانب الاقتصادي فقط، بل يشمل أيضًا التفرقة الدينية والعرقية. سكان سيستان وبلوشستان يضمون غالبية من السنة والبلوش، الذين يشعرون بالاستبعاد من مراكز السلطة والحكومة، كما يرون أن حقوقهم المدنية والدينية. هذا التمييز المستمر أدى إلى حالة من الاستياء والاحتقان في المنطقة، مما جعلها أكثر عرضة للاحتجاجات وأعمال العنف.
وكانت انتفاضة 2022 نقطة تحول مهمة في هذا السياق، حيث ازدادت حدة الغضب الشعبي ضد النظام الإيراني، خاصة بعد استخدام القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات. خلال هذه الانتفاضة، قامت قوات الأمن الإيرانية بعمليات قمع واسعة في مختلف أنحاء البلاد، وكان لسكان سيستان وبلوشستان نصيب كبير من هذا القمع، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، والعنف المفرط ضد المحتجين. هذه الأحداث زادت من غضب سكان المنطقة الذين شعروا بأن النظام يضاعف معاناتهم ويعمّق التهميش والظلم الذي يعانونه.
نتيجة لهذه السياسات القمعية، أصبحت سيستان وبلوشستان رمزًا لمقاومة النظام الإيراني، حيث تتكرر فيها الاحتجاجات والاشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن. وتُعتبر هذه الاضطرابات المستمرة انعكاسًا لحالة الاحتقان الشعبي ضد التمييز والفقر اللذين يواجههما السكان في ظل النظام الحالي.