حکومة بزشکیان بحضور خامنئي-
الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
قلنا وذکران في مقالات سابقة بأن مصرع ابراهيم رئيسي، سفاح مجزرة السجناء السياسيين في مجزرة صیف عام 1988، کانت ضربة موجعة جدا للملا خامنئي الذي حاول جاهدا من خلال تنصيبه توکيله مهمة العمل من أجل إنهيار النظام، وإن خامنئي وبعد هذه المصيبة التي ألمت به وبنظامه، رکز جل جهده من أجل تدارك الآثار والتداعيات السلبية لهذه الکارثة التي حدثت لمساعيه من أجل إنقاذ النظام والحيلولة دون سقوطه، وقد کان الامعة مسعود بزشکيان خير نموذج من أجل جعله يواصل المهمة التي لم يکملها رئيسي، وهذا ما قد أشرنا إليه في أکثر من مقالة أيضا، ولکن ظل القلق والخوف يتزايد لدى خامنئي ولاسيما بعد أن مضى شهرين على تنصيبه ولم يبدو هناك من أي أثر أو نتيجة إيجابية تجعله يشعر بنوع من التفاٶل.
بسبب القلق والشك وعدم الوثوق ببزشکيان من أن يٶدي مهمته لإکمال مشوار رئيسي بالعمل من أجل إنقاذ النظام، فإن الملا خامنئي وفي خطوة غير مسبوقة قام بتعيين محمد مخبر، النائب الأول لرئيسي، ليكون مستشارا ومساعدا له في منصب أعلى من بزشكيان، الرئيس الجديد المعين أساسا من قبله!
هذه الخطوة الملفتة للنظر تعکس وتجسد بطبيعة الحال درجة ومستوى القلق والخوف السائد لدى خامنئي وسعيه المفرط من أجل العمل بکل ما في وسعه في سبيل تدارك الاوضاع السيئة التي باتت تحاصر النظام من کل جانب خصوصا وإن کل ما قد قام به رئيسي منذ عام 2021، حيث تنصيبه ولحد مصرعه ، لم يتمکن من أن يکبح جماح الغضب الشعبي ضد النظام ولا النشاطات المستمرة لوحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران.
والملاحظة المهمة جدا هنا والتي يجب الانتباه لها وأخذها بعين الاعتبار والاهمية هي إن تعيين محمد مخبر في منصب المستشار والمساعد لخامنئي الى جانب إنه يعتبر بمثابة منصب أعلى من منصب بزشکيان، فإنه يعتبر أيضا بمثابة إنشاء حكومة موازية في مكتب خامنئي بهدف دفع خططه الخاصة في الحكومة الجديدة. وهذا ما أكدته وكالة أنباء مهر الناطقة باسم مخابرات النظام قائلة “عين قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي محمد مخبر مستشارا ومساعدا له مكلفا إياه بمواصلة النهج الحكيم لحكومة الشهيد رئيسي”!
من المفيد جدا هنا التنويه من إنه وفي مکتب الملا خامنئي الذي هو في الحقيقة والواقع المركز الرئيسي لحكم الملالي، ففنه توجد أجهزة ومناصب في جميع المجالات الاقتصادية، السياسية، العسكرية، الأمنية، والثقافية، وهي التي تدير شؤون البلاد. لكن هذه هي المرة الأولى التي ينشئ فيها خامنئي منصبا للتحكم في الحكومة ودفع خططه الخاصة. لکن هيهات وهيهات أن يتمکن الملا خامنئي من خلال هکذا محاولات سقيمة وفاشلة مسبقا من أن ينقذ نظامه من السقوط الحتمي المحدق به!