موقع المجلس:
نيويورك، 26 سبتمبر 2024 – ألقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كلمة مؤثرة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تناول فيها العديد من القضايا المهمة المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأهمية الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.
بدأ عباس كلمته بالتأكيد على أن إسرائيل، التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، ليست جديرة بعضوية المنظمة الدولية. واستشهد بتصريحات مندوب إسرائيل الذي دعا إلى إزالة مبنى الأمم المتحدة، مما يعكس عدم التزام إسرائيل بالقوانين الدولية. وطالب عباس الجمعية بتجميد عضوية إسرائيل إلى حين التزامها بتنفيذ القرارات الدولية، بما في ذلك قرار الجمعية العامة رقم 181 و194.
كما أشاد الرئيس الفلسطيني بالدول الأعضاء التي دعمت مشروع القرار الذي قدمته فلسطين، والذي يدعو إلى اعتماد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال اثني عشر شهراً. وأكد على ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. ودعا عباس إلى جبر الضرر وتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقت بهم جراء الاحتلال.
الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى قراراً يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية
أسامة العلي عضو المجلس الوطني الفلسطيني: النظام الإيراني جلب المصيبة على فلسطين
ووجه عباس الشكر للدول التي خرجت في مظاهرات احتجاجية ضد العدوان على غزة، معرباً عن امتنانه للمتضامنين الدوليين الذين يأتون إلى فلسطين لمساندة الشعب الفلسطيني. كما نعى الشهيدة عائشة نور، التي قُتلت برصاص جيش الاحتلال، معربًا عن عزائه لعائلتها وللشعب الفلسطيني.
في سياق تقديم رؤية للسلام، حدد عباس مجموعة من الخطوات التي يجب اتخاذها فور انتهاء الحرب في غزة، بدءًا من الوقف الشامل لإطلاق النار، وانتهاءً بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين. وأكد على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة وإلغاء المناطق العازلة، وإعادة النازحين إلى مناطقهم.
وتحدث عن الحاجة إلى تعزيز البنية التحتية وإعادة بناء مؤسسات الدولة التي دمرتها إسرائيل، وطلب دعم المجتمع الدولي من أجل عضوية دولة فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة. كما دعا إلى إجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية تحت إشراف منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وفي ختام كلمته، أعرب عباس عن تطلعه إلى إنشاء مؤتمر دولي للسلام تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف تنفيذ حل الدولتين وتجسيد استقلال الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كما طالب بوجود قوات حفظ سلام دولية لضمان أمن الدولتين.
لقد كانت كلمة الرئيس الفلسطيني في الجمعية العامة دعوة قوية إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، وفتح آفاق جديدة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وبدت هذه الكلمة كنداء للتضامن الدولي في مواجهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وظلم مستمر.
وفي نهاية الكلمة، أكد عباس أن فلسطين ستتحرر، وأن الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله من أجل حقوقه المشروعة، وأن الاحتلال لا بد أن يزول.