وحدات المقاومة داخل ایران-
صوت کوردستان – محمد حسين المياحي:
في ظل حالة التوتر والاضطراب غير العادية السائدة في المنطقة ولاسيما في قطاع غزة وفي لبنان وإزدياد الاحتمالات بإندلاع حرب واسعة مدمرة، فإن النظام الايراني معني بهذه الحالة وآثارها وتداعياتها أکثر من غيره ولاسيما وإنه يعتبر بمثابة مهندس إثارة الحروب والازمات في المنطقة وتوجيهها من بعيد من خلال وکلائه ولأن مايجري في غزة وفي لبنان له علاقة قوية بالنظام الايراني والاخير لا يتمکن من إنکارها ولأن الاصوات في العالمين العربي والاسلامي بدأت تتصاعد مطالبة هذا النظام بالقيام بدوره الذي طالما کان يرفع عقيرته مجاهرا به من حيث کونه الخصم الاکبر لإسرائيل وحتى إنه سيزيلها من الوجود، فإن هذا النظام وبعد أن علم بأن الموضوع وصل الى منعطف خطير وحساس فإنه على عادته المعروف وعندما يجد الخطر الجدي أمامه، فإنه يتهرب من المواجهة ويخلق ألف عذر وحجة لذلك.
الاحداث والتطورات الجارية وبشکل خاص منذ إندلاع حرب غزة المأساوية التي لعب النظام الايراني دورا واضحا في إثارتها وبعد کل الذي تداعى عن هذه الحرب ووصولا الى ما يجري حاليا في لبنان، فإن النظام الايراني يعيش حالة إرتباك وتخبط من جراء تشابك وعدم الدقة والتقدير في حساباته، ذلك إنه أراد من وراء إثارة الحرب في غزة تخفيف الضغط الداخلي عليه وإستخدام ذلك کوسيلة من أجل إبتزاز دول المنطقة والعالم ولکن حساب الحقل والبيدر لم يتطابقا ووجد النظام نفسه في وضع حرج وصعب في نفس الوقت.
لعبة ومغامرة النظام الايراني بإثارة الحرب في غزة وما نجم وتداعى عنها ليس لم يخفف الضغط الداخلي عليه فقط بل وحتى جعله أقوى من ذي قبل والدليل العملي على ذلك تزايد التحرکات الاحتجاجية الشعبية ضد النظام وتصاعد ملفت للنظر لنشاطات خلايا وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة التابعتين لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران، والمثير للتهکم إن النظام أراد أساسا أن يحد من التحرکات الاحتجاجية ونشاطات هذه الخلايا المعارضة الى جانب الحد من إرتفاع مشاعر کراهية النظام والنضال من أجل إسقاطه، لکن يبدو واضحا إن عکس ذلك ما يحدث الان تماما.
النظام الايراني وفي ضوء التوتر والاضطراب الحالي وإمکانية حدوث حرب واسعة يضطر هذا النظام مرغما على المشارکة فيها، فإنه يعلم جيدا بأن الشعب الايراني لا يوافق أبدا على تحمل تبعات وآثار حرب کارثية لعب النظام نفسه دورا أساسيا في إثارتها وجعلها تصل الى هذه الحالة الخطيرة وبالطبع فإن وقوع هکذا حرب تعني فيما تعني بأن هذا النظام سيصبح کبش فداء لها، ولذلك فإن النظام يعمل وبکل الطرق والاساليب من أجل الحيلولة دون ذلك فهو يعتبر مجرد إحتمال سقوطه الخطر والتهديد الاکبر أمامه!