الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
يحاول نظام الملالي وبمختلف الطرق والاساليب أن يصور الاوضاع في داخل إيران وکأنها على أحسن وأفضل ما يمکن أن تکون وليس هناك من أية إضطرابات أو أمور قد تعکر أمن وإستقرار النظام، وعلى الصعيد الاقليمي، يوحي النظام وکأنه يمسك بزمام الامور وإن وکلائه في المنطقة يقفون صفا متراصا بوجه کل التهديدات المحدقة بهم، أما على الصعيد الدولي، فإن نظام الملالي يبذل قصارى جهده لإظهار نفسه في موقع وموقف القوة أمام العقوبات والضغوط والتحديات الدولية ومن إنه في مستوى ذلك، ولکن هل إن النظام في الحقيقة والواقع کذلك؟
للإجابة على هذا السٶال يجب في البداية التمعن والتدقيق في الاوضاع المختلفة للنظام ومعرفة مدى ومستوى قوة وثبات تلك الاوضاع ولاسيما بعد مصرع رئيسي الذي أثر سلبا على النظام کثيرا وأوقف برنامجا مخططا کان رئيسي يشرف على تنفيذه، وهل إن مسعود بزشکيان الذي صار واضحا بأنه مدعوم من قبل الملا خامنئي بقوة، قد تمکن من التعويض عن رئيسي أو بکلام أدق هل تمکن من ملئ الفراغ الذي ترکه؟
الاوضاع الداخلية من النواحي المختلفة من منظار ليس محايد فقط بل ومن وجهة نظر مسٶولين وخبراء داخل النظام الايراني نفسه، لاتبعث على الامل والاطمئنان ولاسيما من الناحية المعيشية حيث يعاني الشعب من أوضاع معيشية بالغة الصعوبة، أما من الناحية الاجتماعية فإن المجتمع الايراني وبسبب من تفشي الفقر والجوع والضغوطات المختلفة التي يواجهها الفرد والمجتمع الايراني على حد سواء، خصوصا بعد إرتفاع نسبة الطلاق والتفکك الاسري وإرتفاع نسبة الادمان على المواد المخدرة ومظاهر إجتماعية سلبية أخرى، جعلت الاوضاع الاجتماعية في أسوء وضع ممکن، ومن الناحية الامنية، فإن النظام وبسبب من تخوفه من إنفجار الاوضاع فإنه يعول کثيرا على الممارسات القمعية ويمنح أجهزته القمعية صلاحيات لکي تقوم بأعمال ونشاطات تخلق أجواءا من الرهبة والرعب، ولکن کل ما تقوم به الاجهزة القمعية ليس في وسعها أن تحول دون التحرکات الاحتجاجية الشعبية المتزايدة ولا أن تتمکن من وضع حد للنشاطات المتصاعدة لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق من حيث مهاجمتها للمراکز والمقرات الخاصة بالحرس والباسيج والاجهزة الامنية الاخرى وتضرم فيها النيران.
والذي يثبت هشاشة الاوضاع في الداخل ويٶکد عدم ثباتها وإستقرارها، إن مسٶولين وخبراء من النظام يٶکدون على التحديات والتهديدات المحدقة بالنظام وإحتمال إنفجار الاوضاع وإندلاع إحتجاجات واسعة جدا بسبب سوء الاوضاع من مختلف النواحي.
أما فيما يتعلق بالاقليمي وبحسب تطورات الاوضاع في قطاع غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، فإن النظام أبعد ما يکون عن مسك زمام الامور کما يدعي ولاسيما وإن إندلاع حرب کبيرة في المنطقة ستکون في غيڕ صالح نظام الملالي وخامنئي يعلم قبل الجميع بتلك الحقيقة، أما على الصعيد الدولي، فإن النظام لازال أسير العقوبات والضغوط والتهديدات الدولية ولا يمتلك من خيار سوى المراوغة وممارسة الکذب والخداع والسعي من أجل إظهار نفسه قويا!