عراك داخل مجلس النظام الایراني-
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
رهان المرشد الاعلى للنظام الايراني على بزشکيان من أجل أن يعالج مشاکل النظام ويجعله يلتقط أنفاسه مجددا، هو رهان خائب وحتى يبعث على التهکم والسخرية، ولاسيما وإن مسٶولين وخبراء في النظام أکدوا ليس صعوبة حل مشاکل النظام بل وحتى إستحالتها.
مشاکل النظام المالية وکذلك فيما يخص البرنامج النووي، هي من المشاکل المستعصية جدا والتي لو لا يمکن حلها وحسمها کما يريد ويطالب المجتمع الدولي لأن للنظام الايراني هدف وغاية بهذا الصدد يختلف تماما مع الهدف والغاية الدولية، وإن بزشکيان عندما يقول:” علينا أن نحل مشاكلنا مع العالم، بما في ذلك في مجال مجموعة العمل المالي وخطة العمل الشاملة المشتركة.”أي المشاکل المالية وما يتعلق بالبرنامج النووي، لکنه وفي نفس الوقت لا يقدم توضيحا شافيا من حيث کيفية قيامه بحل هاتين المشکلتين مع وجود خامنئي الذي لا يقبل أبدا بما يريده ويطالب به المجتمع الدولي.
الملفت للنظر إن يقوله عن مجموعة العمل المالي وخطة العمل الشاملة المشتركة هو نفس الشيء الذي لم يتمكن روحاني من حله بكل ما ادعى من منصب وقوة. ومن دون أدنى شك فإن بزشکيان الذي أعلن مرارا وتکرارا تبعيته المفرطة لخامنئي، لا ولن يمتلك القوة والقدرة اللازمة والکافية لکي يضطلع بالتصدي لهکذا مشکلة ويقوم بمواجهتها بعيدا عن ما يراه ويريده خامنئي، وهذا يعني بأن أهم وأقوى مشکلتين يعاني منهما النظام ومن دون حلهما لن يتمکن من تحسين الاوضاع بعض الشئ، بعيدتان جدا عن الحل.
الملاحظة الاخرى المهمة والتي يجب عدم التغاضي عنها هي إن النظام حاليا وتحديدا بعد شهرين على تولي بزشکيان لمهام منصبه، يواجه حالة غير مسبوقة من حيث الانقسام والاختلاف داخل الجناحين الرئيسيين للنظام، إذ لم يعد هناك جناحين رئيسيين للنظام بل إن کل جناح منهما يواجه إنقساما غير مسبوقا داخله حتى أصبحا أشبه ما يکونان بعصابات وجماعات تتمسك بمواقفها وآرائها وترفض طروحات ومواقف غيرها.
في هکذا وضع متأزم، فإن دعوة بزشکيان لوحدة الصف والتعاون والعمل المشترك من أجل حل مشکلات أزمات النظام، ليس إلا مجرد هواء في شبك وصوت من دون صدى، ولاسيما وإن الکل يغني لليلاه ويتمسك بآرائه ومواقفه، ولذلك فإن حل المشاکل الثانوية والعادية للنظام صار صعبا جدا وحتى غير ممکنا بسبب من الانقسامات والتناحرات العميقة فکيف الحال في التصدي للمشاکل الرئيسية والاساسية التي هي ما تقوض النظام وتهدده، ولذلك فإن الذي يتوضح ويمکن إستخلاصه کنتيجة وکحاصل تحصيل هو إنه في ضوء ما أسلفنا؛ لا حل لمشاکل النظام الايراني.