موقع المجلس:
أفادت وسائل إعلام النظام الإيراني بهلاك رضا سراج، المتحدث ونائب الشؤون الثقافية والاتصالات في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام الإيراني، وذلك بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة ورم دماغي.
وأكد حسين سلامي، القائد العام للحرس، هذا الخبر يوم السبت 21 سبتمبر من خلال نشر رسالة تعزية، دون الإشارة إلى سبب هلاكه. وقد تم تقديم رضا سراج في الرسالة بلقب “العميد في الحرس “.
ولد رضا سراج في مدينة الأهواز، وكان من بين المحققين والمعذبين في وزارة المخابرات ضد منظمة مجاهدي خلق. كان يستخدم الاسم المستعار “علوي” أثناء تعذيبه لأعضاء مجاهدي خلق في السجون الإيرانية. وبسبب هذه السوابق السيئة، صعد بسرعة في سلم المناصب داخل النظام، حيث أصبح في البداية رئيس وحدة العمليات الخاصة التابعة لمنظمة استخبارات الحرس، ثم المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام.
في السنوات الأخيرة، كان يظهر في وسائل الإعلام المقربة من الحرس والهيئات الحكومية الأخرى بصفته “خبيرًا سياسيًا”، وقد تولى في فترة من الفترات رئاسة منظمة التعبئة الطلابية (البسيج) بالإضافة إلى منصب نائب الشؤون السياسية في مقر ثار الله.
السجل الرهيب لرضا سراج (المحقق علوي)
كان رضا سراج، المعروف بالاسم المستعار “علوي”، من كبار المحققين والمعذبين المؤثرين في أمن النظام الإيراني. تضمنت سجلاته في الأجهزة الاستخباراتية والأمنية أدوارًا متعددة، مثل خبير أمني (محقق) في منظمة حماية استخبارات الحرس ، ورئيس منظمة التعبئة الطلابية (البسيج)، ورئيس دائرة الاستخبارات في مقر ثار الله، وتعاونه مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في مواجهة الحروب النفسية والانقلابات الناعمة. كما شغل منصب رئيس كلية الاستخبارات التابعة للحرس.
ظهر سراج في فيلم يوثق التحقيق والتعذيب الوحشي لزوجة سعيد إمامي، حيث يظهر وهو يوجه لها الإهانات والافتراءات أثناء التحقيق. كما كان مسؤولاً عن استجواب المعتقلين في قضايا الاغتيالات المتسلسلة في عام 1998، بهدف حماية الجناة الحقيقيين وراء تلك الجرائم.
عقوبات أمريكية جديدة ضد 5 أشخاص وكيان مرتبط بقوات الحرس
استجواب معتقلي احتجاجات عام 1999
في عام 1999، برز اسم رضا سراج للمرة الأولى في الأوساط الإعلامية بسبب دوره في قمع الاحتجاجات الطلابية، حيث كان معروفاً بالاسم المستعار “حاج آقا علوي”، وأشرف على استجواب الطلاب المعتقلين وإجبارهم على الاعترافات والتوبة.
إصدار حكم الإعدام على غلام رضا خسروي
كان سراج معروفاً بتكرار عبارة: “الحكم الذي سيصدره القاضي سيكون بناءً على ما أقوله أنا”، أثناء استجوابه للمعتقلين. وقد ذكر شقيق الراحل غلام رضا خسروي، أحد السجناء الذين أُعدموا في عام 2014، تفاصيل عن سراج. وفي لقاء غلام رضا مع عائلته، أخبرهم أن المحقق “علوي” قال له: “أنا الذي قمت بتغيير حكم غلام رضا من ثلاث سنوات سجن إلى الإعدام”.
رضا سراج من قادة اقتحام عنبر 350 في سجن إيفين
في 17 أبريل 2014، كان رضا سراج من بين القادة الذين قادوا الهجوم على عنبر 350 في سجن إيفين. قامت قوات الأمن خلال هذا الهجوم بالاعتداء على السجناء السياسيين بالضرب. تعرض غلام رضا خسروي خلال الهجوم لإصابات في رأسه ووجهه، وتمزقت أذنه اليمنى. خلال الهجوم، هدد المحقق العسكري “علوي” (سراج) غلام رضا خسروي بتنفيذ حكم الإعدام عليه قريبًا. وبالفعل، تم إعدام غلام رضا في الأول من يونيو 2014، أي بعد أقل من شهرين على الهجوم.
في حادثة أخرى، كتب أحد السجناء عن الأساليب اللاإنسانية التي استخدمها سراج أثناء التحقيق، وقال: “في إحدى قضايا فريق رضا سراج، قاموا باختطاف ابنة أحد المعتقلين وأحضروها إلى مركز الاحتجاز. وضعوها في غرفة مجاورة، وقاموا بعرضها أمام المعتقل عبر نافذة زجاجية تفصل بين الغرفتين، وهددوه بأنه في حال تم اعتقاله مرة أخرى، سيشهد في هذه الغرفة مشاهد أكثر قسوة”.
قمع الطلاب بعد احتجاجات عام 2009
بعد قمع احتجاجات عام 2009، تم تعيين رضا سراج رئيسًا لمنظمة التعبئة الطلابية (البسيج) بهدف فرض جو من القمع في الجامعات. وفقًا لما ذكره المعتقلون، كان سراج يشرف شخصيًا على العديد من الاستجوابات التي جرت في تلك السنة، أو يتم الإشراف عليها من قبل فرق التحقيق التي تعمل تحت قيادته. كانت الأدوار الرئيسية لسراج في هذه التحقيقات هي التعذيب النفسي لإجبار الأفراد على الاعترافات القسرية وإبداء الندم وطلب العفو.
شغل رضا سراج بعد ذلك منصب رئيس كلية الاستخبارات التابعة للحرس لفترة من الزمن، رغم عدم امتلاكه أي مؤهل علمي معروف.
كما ترأس وحدة العمليات الخاصة في منظمة استخبارات الحرس ، حيث تورطت هذه الوحدة في عدة عمليات فاشلة ضد مواطنين أجانب. قامت وزارة الخزانة الأمريكية بإدراج رضا سراج في قائمة العقوبات الخاصة بها بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان. وفي 26 ديسمبر 2023، تم تعيينه متحدثًا باسم أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي.