موقع المجلس:
وفقًا لمقال كتبه ستروان ستيفنسون على موقع تاون هول فإن نهج الغرب تجاه إيران لم يكن سوى دورة مستمرة من الاسترضاء، والتي لم تسفر عن أي نتائج ملموسة. وفعلى مدى أكثر من أربعين عامًا، حاولت القوى الغربية مرارًا وتكرارًا إرضاء النظام الإيراني من خلال رفع العقوبات، وإرسال الأموال، والدخول في اتفاقيات نووية مثل خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
وعلى الرغم من هذه الجهود، إلا أن الحكومة الإيرانية، بقيادة الملالي، كثفت فقط من قمعها في الداخل وعدوانها في الخارج. ويؤكد المقال كيف استخدمت إيران منظمات مثل الحرس الایراني (IRGC) وفيلق القدس لدعم الصراعات الإقليمية، بما في ذلك الهجوم الأخير على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى تصعيد الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
يشير المقال كذلك إلى أن إيران أصبحت الراعي الرئيسي للإرهاب الدولي في العالم، حيث تستخدم سفاراتها كمراكز قيادة للعمليات الإرهابية. وعندما يواجه الإرهابيون الإيرانيون السجن، يلجأ النظام إلى أخذ رهائن غربيين وتوجيه اتهامات تجسس ملفقة ضدهم، مما يدفع الحكومات الغربية الضعيفة إلى عقد صفقات تبادل أسرى.
وأصبح نمط الاسترضاء متأصلاً في السياسة الخارجية الغربية، على الرغم من عدم وجود أي مبادلة من جانب طهران. ويشدد ستروان ستيفنسون، وهو معلق معروف في شؤون الشرق الأوسط، على عبثية هذا الاسترضاء المستمر، مشيرًا إلى أن الغرب يستمر في البحث عما يسمى بـ “المعتدلين” داخل القيادة الثيوقراطية في إيران، وهو بحث أثبت مرارًا وتكرارًا أنه بلا جدوى.
وفي ظل هذه الخلفية، يقترح ستيفنسون في مقاله أن إعادة تقييم استراتيجية لسياسة الغرب تجاه إيران باتت متأخرة. فالغرب، وخاصة أوروبا، اتبع طويلاً سياسة الانخراط مع طهران، معتقدًا أن الحوار والتنازلات يمكن أن يعتدلا من سلوك النظام.
ومع ذلك، فإن هذا النهج لم يؤدِ إلا إلى تشجيع القيادة الإيرانية على تعزيز سلطتها أكثر، وتوسيع نفوذها الإقليمي، وتسريع برنامجها النووي، مع قمع شعبها. ويحذر الکاتب من تصعيد محتمل في العدوان الإيراني الذي قد يؤدي إلى فوضى كارثية في الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار تقوية الوكلاء المدعومين من إيران مثل حزب الله والحوثيين.
ووفقًا تاون هول، فإن تسليح البرنامج النووي الإيراني لم يستمر فقط، بل توسع تحت غطاء خطة العمل الشاملة المشتركة. لقد تمكن الحرس الایراني من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪، وهو قريب بشكل خطير من درجة الأسلحة.
وإلى جانب تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، يشكل هذا تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والعالمي. وعلى الرغم من هذه التطورات المقلقة، فإن الحكومات الغربية تحاول مرة أخرى الدخول في مفاوضات مع الرئيس الإيراني الجديد، مسعود پزشكيان، على أمل العثور على شخصية معتدلة داخل النظام. ومع ذلك، يؤكد الکاتب أن هذا وهم خطير. والانتخابات الرئاسية التي جلبت پزشكيان إلى السلطة كانت على نطاق واسع تعتبر مهزلة، حيث شارك فيها جزء صغير فقط من سكان إيران، مما يدل على رفض واسع النطاق للنظام.
مريم رجوي: سياسة الاسترضاء مع النظام الإيراني تعرض السلام والأمن في الشرق الأوسط للخطر
الحرب في المنطقة نتاجٌ لسياسة الاسترضاء مع خامنئي
ويشير ستروان ستيفنسون إلى أن پزشكيان أعلن صراحةً ولاءه للولي الفقیة، علي خامنئي، مما يشير إلى أنه لن يكون هناك تغيير في السياسة الداخلية أو الخارجية لإيران. بينما قد يسعى پزشكيان إلى إعادة فتح المحادثات النووية مع الغرب، يؤكد الکاتب أن على القادة الغربيين أن يدركوا أنه يفتقر إلى السلطة لتغيير السياسات الأساسية للنظام، والتي تشمل القمع وإشعال الحروب والإرهاب.
ونظرًا لضعف النظام الحالي، يقترح المقال أن موقفًا غربيًا حازمًا، بما في ذلك رفض تقديم التنازلات وفرض مزيد من العقوبات، قد يكون أكثر فعالية الآن من أي وقت مضى. ويدعو إلى دعم صريح للشعب الإيراني وسعيه لتغيير النظام، مشددًا على أن النظام الإيراني غير قادر أساسًا على إجراء إصلاحات جوهرية.
في الختام، يؤكد ستيفنسون في مقاله على أهمية التعلم من التاريخ، مستشهدًا باقتباس شهير لألبرت أينشتاين: “الجنون هو أن تفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا وتتوقع نتائج مختلفة.” يشير المقال إلى أن الغرب يجب أن يستيقظ على حقيقة سلوك إيران ويتبنى نهجًا جديدًا وأكثر حزمًا يعترف بالقيمة الاستراتيجية لمقاومة الشعب الإيراني ضد نظامهم القمعي.