موقع المجلس:
استمر الممرضون والممرضات الإيرانيون المجتهدون لأكثر من أسبوعين، باحتجاجاتهم وتظاهروا وأضربوا ضد ظروف العمل القمعية وأجورهم المسروقة. وفيما يتعلق بحجم هذه الاحتجاجات، نقل موقع خبر أونلاين الحکومي في 19 أغسطس/آب 2023 عن الأمين العام لدار الممرضين التابعة للدولة وكتب “الاحتجاجات واسعة النطاق لدرجة أن الجميع فقدوا العد”.
وفي هذه الحركة الاحتجاجية الموحدة، انضم الآلاف من الممرضين والممرضات من مختلف المحافظات في جميع أنحاء البلاد معًا، للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم على النظام المناهض للشعب. ” يصرخون الممرضون: اصرخوا من أجل حقوقكم.
ظروف عمل الممرضين قمعية للغاية وغير إنسانية، والرواتب التي يتلقونها أقل بعدة مرات من خط الفقر. يتقاضى الممرض بدوام كامل مع 10 سنوات من الخبرة راتبًا ثابتًا يبلغ حوالي 140 مليون ريال (حوالي 280 دولارًا) شهريًا. بالإضافة إلى ذلك، يضطر الممرضون إلى العمل الإضافي مقابل 200,000 ريال فقط في الساعة (حوالي 0.33 دولار، أي ما يعادل تكلفة الآيس كريم المتوسط). ولا يتلقى الممرض الذي لديه 28 عامًا من الخدمة سوى 430,000 ريال في الساعة (حوالي 0.70 دولار) مقابل العمل الإضافي.
ويُجبر معظم الممرضين على العمل 12 ساعة في اليوم، وبما أن نسبة الممرضين إلى المرضى في إيران هي ثلث المعيار العالمي، فإن الممرضين يتعرضون لضغط هائل.
الضغط اللاإنساني على الممرضين شديد لدرجة أن العديد من الممرضين والأطباء المقيمين انتحروا في العام الماضي في مدن مثل طهران وسنندج وكرمانشاه. وقد هاجر عدد متزايد من الممرضين إلى بلدان أخرى استجابة لهذه الظروف الساحقة. وخلال العام الماضي، هاجر أكثر من 3000 ممرض وممرضة، لأنهم مقارنة بإيران، يكسبون عدة مرات في بلدان مثل عمان والبحرين. أدت هذه الموجة من الهجرة إلى أزمة في نظام الرعاية الصحية في البلاد.
وبالإضافة إلى ظروف العمل القاسية، والعمل الإضافي القسري، ونوبات العمل لمدة 12 ساعة، والأجور المنخفضة للغاية التي لا تغطي حتى تكلفة سبل العيش الأساسية، ينتهك النظام اتفاقاته وعقوده مع الممرضين، ويفشل في تنفيذ تعريفات الخدمات بشكل صحيح لهم.
وحتى الأجور الهزيلة، بما في ذلك المكافآت والعمل الإضافي، يتم دفعها مع تأخير لعدة أشهر. وقال نائب وزير التمريض في وزارة الصحة في النظام، كما نقلت صحيفة “اعتماد” الحكومية في 20 آب/أغسطس، إن “المدفوعات المتأخرة للقوى العاملة في مجال الرعاية الصحية تبلغ 320 تريليون ريال، منها حوالي 80 تريليون ريال مستحقة لـ 210 آلاف ممرض وممرضة في البلاد”.
وكان رد النظام على هذه الاحتجاجات والمطالب المشروعة للممرضين المضطهدين هو قمعها من خلال الشرطة واستدعاء المتظاهرين وتهديدهم بالفصل أو حتى السجن، لأنه لا يريد ولا يستطيع حل أي من هذه المشاكل. ومع ذلك، وقف الممرضون بشجاعة في وجه ضغوط النظام، وردوا على التهديدات بالقول إنهم يفضلون البقاء في المنزل على الاستسلام.
لقد أدرك الممرضون، مثل المجموعات المضطهدة الأخرى، أن هذا النظام لا يفهم سوى لغة القوة، وأن الرد الوحيد على طغيان الحكام هو المقاومة والوحدة. لذلك، يصرخون، “فقط في الشوارع يمكننا الحصول على حقوقنا”.
وعلى الرغم من جو القمع والاختناق، نجح الممرضون في توحيد جميع أنحاء البلاد وتشكيل هذه الحركة الموحدة.
لقد أدرك الممرضون قوتهم وهتفوا في شعاراتهم: “قوتنا هي وحدتنا، إنها ثمرة عملنا”.ولم يتم تخويف الممرضون بالتهديدات أو خداعهم بالوعود الفارغة، وهم يصرخون، “الممرضون يفضلون الموت على قبول الإذلال”.
في احتجاجاتهم في الشوارع، حصل الممرضون على تضامن المتقاعدين الشرفاء، الذين ظلوا يصرخون منذ أشهر من أجل حقوقهم في الشوارع، مسلطين الضوء على انضمام ووحدة الجماعات المضطهدة، وهو مفتاح النصر.