حدیث الیوم:
موقع المجلس:
مع اقتراب تشکیل حکومة بزشکیان، اشتدت الصراعات و التکالب بین عصابات نظام الملالی. بما اضحت الصراعات لا تقتصر بين الفصائل المتصارعة على تشكيل الحكومة، بل هناك معركة شرسة أخرى على التمويل، وتحديدا على خزينة الدولة، التي تنتقل إلى الإدارة الجديدة.
مع تنصيب الرئيس الجديد للنظام الإيراني، تزداد حدة الصراع بين العصابات الحكومية حول تشكيل الحكومة والموارد المالية ونقل الحكومة والخزانة إلى بزشكيان.
في الخطوات الأولى، أصبحت تعيينات بزشكيان موضع صراع حاد، خصوصا بعد تعيين جواد ظريف مساعدا للشؤون الاستراتيجية لبزشكيان، مما أدى إلى هجمات شرسة، نقلت وكالة أنباء الحرس عن مستخدميها قولهم “ظهر جاسوس مرة أخرى!”
كما كتبت صحيفة كيهان المحسوبة على الولي الفقيه للنظام في 3 آب/أغسطس: “ما هي الخبرات والمعارف الأخرى التي يمتلكها ظريف لتولي مسؤولية تحديد استراتيجية الحكومة، سوى سوء الإدارة في مجال الدبلوماسية وفرض أضرار جسيمة؟”
وفي وقت سابق، أشار الحرسي شريعتمداري، ممثل خامنئي في كيهان، إلى “المجلس التوجيهي” لظريف، الذي تم تشكيله لتقديم خيارات مجلس الوزراء، وكتب: “لدى حاشية بزشكيان سجل من التعاون مع أجهزة استخبارات العدو، والإدانات الأمنية، وإدانات الفساد”، وحذره قائلا: “لن يمر وقت طويل قبل أن تواجه حكومتك مشاكل خطيرة” (افتتاحية كيهان، 24 تموز/يوليو).
وبالمثل، حذر حداد عادل بزشكيان قائلا: “إذا قرر بزشكيان نفسه اختيار الحكومة، فلن تكون هناك مشكلة في البرلمان، ولكن إذا تم إعطاؤه قائمة لنقلهم إلى البرلمان، فستكون هناك مشكلة” (وكالة تسنيم للأنباء، 29 يوليو).
تزعم العصابة المهيمنة أن حكومة رئيسي تسلم الخزانة لبزشكيان وكل شيء بالكامل.
في هذا السياق، امتنت صحيفة كيهان (9 تموز/يوليو) في مقال بعنوان “الحصان المُسرج تحت أقدام الحكومة الرابعة عشرة” على بزشكيان ب “تولي دفة البلاد” في ظل ظروف مواتية. في المقابل، كتب موقع “بهار نيوز” الحكومي (2 أغسطس/آب): “ليس فقط أنه لا يوجد حصان مسرج، ولكن تم تسلیم حصان مشلول للحكومة ال 14.”
وتأكيدا على أن “الحكومة ال14 تمر بضائقة مالية شديدة”، كتب المصدر نفسه: “في البداية، أعلن داود منظور، رئيس جهاز التخطيط والموازنة في الحكومة ال13، في 26 يوليو أن الخزينة برصيد 30 ألف تومان ستسلم إلى الحكومة المقبلة، ولكن بعد يوم واحد فقط، أعلن إحسان خاندوزي، وزير الاقتصاد في الحكومة، في رسالة إلى محمد مخبر، القائم بأعمال الرئيس، رصيد الخزينة ب 18.5 تريليون تومان “.
ویستمر المقال نفسه: “النقطة الوحيدة في هذه التصريحات لم تكن الفرق الإحصائي الغريب في مقدار رصيد الخزينة، لأن الدراسات تظهر أن هذه الأرقام المعلنة تكاد تكون معدومة مقارنة بالمرتبات التي تدفعها الحكومة كل شهر. وردا على ذلك، أعلنت وزارة الاقتصاد: أن “التقرير الأخير لوزير الشؤون الاقتصادية والمالية عن حالة الخزينة كان متعلقا بنهاية شهر تير الإيراني (21 يوليو)، أي بعد صرف رواتب موظفي الحكومة، وبطبيعة الحال سيتم تقديم رواتب شهر آب بشكل تدريجي ومع إيصالات إلى الخزينة”.
في وقت سابق، في 28 يوليو، كتب موقع عصر إيران في مقال بعنوان “بلد مغلق مع خزانة فارغة”: “الرصيد النقدي للخزينة هو 10.5 تريليون تومان، أي حوالي 170 مليون دولار. من أجل معرفة أن هذا الرقم هو حرفيا “لا شيء” لخزينة بلد مثل إيران، يكفي أن نعرف … أن رصيد الخزينة الحالي الذي ستسلمه الحكومة ال13 للحكومة ال14 يكفي فقط لدفع رواتب موظفي الحكومة لمدة 2 إلى 3 أيام”.
لقد ذكر حداد عادل والد زوجة مجتبي خامنئي، مفهوم الحصان المشلول تحت أقدام حكومة مشلولة، مع دلالة سياسية، للرئيس الجديد للنظام. حیث خاطب بزشکیان على تلفزيون النظام في 28 تموز/يوليو، قائلا: “مشكلتكم الرئيسية هي القضايا الاقتصادية، لذا ركزوا عليها، ولا تخلقوا مشاكل لحكومتكم بالقضايا الثقافية، اهتموا بالقضايا الاقتصادية”.