الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
المزاعم الکاذبة والمخادعة الصادرة من داخل النظام الايراني أو من قبل أوساط تابعة له أو مروجة لما يمکن أن يفيده ولاسيما تلك الخاصة بإحتمال أن يخفف النظام من تدخلاته في المنطقة أو يضع لها حدودا، باتت تتبدد وتتلاشى کخيوط الدخان في خضم الحضور الملفت للنظر لوکلاء النظام في حفل تنصيب رئيس النظام مسعود بزشکيان.
الملفت للنظر إن الملا خامنئي وبزشکيان قد إجتمعا قبل حفل التنصيب مع إسماعيل هنية وزياد نخالة وعرنوس رئيس وزراء حكومة بشار الأسد وقادة الحوثيين وحزب الله اللبناني، وخلال إجتماع لبزشکيان مع قادة حزب الله اللبناني والجهاد الإسلامي والحوثيين في اليمن ، أعلن بزشكيان دعمه الكامل لهم. وبنفس السياق کتبت وكالة فيلق القدس للأنباء: في لقاء مع نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، قال بزشكيان: “دعم جبهة المقاومة واجب ديني وأحد السياسات الأساسية للجمهورية الإسلامية” وفي لقاء مع المتحدث بإسم الحوثيين قال بزشکيان:” إن إجراءات اليمن الداعمة لفلسطين مهمة وفعالة للغاية، وقد ضغطت بشكل واضح على النظام الصهيوني وداعميه. العلاقات والتعاون بيننا وبين اليمن سيستمر أقوى من ذي قبل.”.
هذه الاجتماعات الحميمة وهذه التصريحات اللافتة للنظر لبزشکيان، تٶکد وبکل وضوح بأن بزشکيان لن يختلف عن أسلافه من رٶساء النظام وسيظل مثلهم مجرد دمية في يد الولي الفقيه يديره ويحرکه کيفما يشاء من دون أن يکون له من أي حول أو قوة.
نظام الملالي الذي أثبت وبصورة جلية بأنه لايمکن أن يتخلى عن تدخلاته في بلدان المنطقة لأنه وببساطة من المستحيل أن يتخلى عن تصدير التطرف والارهاب لکونه قائما على أساس منه تماما کممارساته القمعية ضد الشعب الايراني وتمسکه القوي بها وعدم تخليه عن مساعيه السرية المشبوهة من أجل الحصول على القنبلة الذرية، وهذا مايدل على ترابط قوي جدا بين هذه الامور الثلاثة التي تعتبر الرکائز الاساسية التي يقف عليها هذا النظام الدکتاتوري، وإن بزشکيان مضطر رغم أنفه على أن يکون مجرد طائع ذليل لنهج نظامه وبشکل خاص تدخلاته في بلدان المنطقة.
الحضور اللافت للنظر لممثلي وکلاء النظام الايراني في المنطقة في حفل تنصيب الدمية بزشکيان کان في حد ذاته رسالة واضحة لبلدان المنطقة والعالم بشکل عالم ولکل أولئك الذين زعموا بأن بزشکيان سيختلف عن أسلافه وسوف يتبع سياسة ونهجا معتدلا حيث إن هذا الحضور قد أثبت بأن نظام الملالي لايمکن أبدا أن يتغير من الداخل وکل من يتصور ذلك فإنه يبني بيتا من الرمال!